الاثنين، 16 أكتوبر 2023

خواطر منتقاه 372

 


خواطر منتقاه 372

من الأخت الزميلة /أمانى صلاح الدين


هذا العلاّمة المؤرخ "الشيخ الخضري" أصيب في أواخر عمره بِتَوَهُّم

أن في أمعائه ثعبانًا، فراجع الأطباء، وسأل الحكماء؛

فكانوا يُدارون الضحك حياءً منه، ويخبرونه أن الأمعاء قد يسكنها الدّود،

ولكن لا تقطنها الثعابين، فلا يصدق.

حتى وصل إلى طبيبٍ حاذق بالطب، بصير بالنفسيات، قد سَمِع بقصته،

فسقاه مُسَهِّلاً وأدخله المستراح، وكان وضع له ثعبانًا

فلمّا رآه أشرق وجهه، ونشط جسمه، وأحسَّ بالعافية، ونزل يقفز قفزًا،

وكان قد صعد متحاملاً على نفسه يلهث إعياءً، ويئِنُّ ويتوجَّع،

ولم يمرض بعد ذلك أبدًا.

ما شفِي الشيخ لأنَّ ثعبانًا كان في بطنه ونَزَل،

بل لأن ثعبانًا كان في رأسه وطار؛ لأنه أيقظ قوى نفسه التي كانت نائمةً،

وإن في النفس الإنسانية لَقُوًى إذا عرفتم كيف تفيدون منها صنعت لكم

العجائب.

تنام هذه القوى، فيوقظها الخوف أو الفرح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق