الأربعاء، 18 أكتوبر 2023

الحكمة من الابتلاء

 

الحكمة من الابتلاء

الحكمةُ من ابتلاءِ الله الناسَ بالجوعِ والخوفِ والموت،

هي تنبيههم بشدَّةٍ بعدَ غفلةٍ منهم إلى أنَّ هناكَ إلهًا يتحكَّمُ في الكون،

ويتحكَّمُ في حياتهم وفي تغييرِ شؤونهم ؛ ليتضرَّعوا إليه،

ويطلبوا منه الرزقَ والأمن، والعونَ والتوفيقَ والعافية،

فهل يتوجَّهونَ إليهِ ليكشفَ ما بهم من سوءٍ وبلاء،

أم يعتبرونَ ذلك أمرًا "طبيعيًّا"؟!

وابتلاءُ المسلمِ خاصة، ليُعرَفَ قوةُ إيمانهِ مِن ضعفه،

ليُعرَفَ هل هو مؤمنٌ حقًّا أم أنه على حرف؟

في جميع مواقفِ الحياةِ التي يمرُّ بها وظروفِها،

فإذا جاعَ أو مرضَ ماذا يفعلُ وماذا يقول؟

هل يتضرَّعُ إلى الله ويُخبتُ ويؤوب، ويتمسَّكُ بحبلهِ ولا يَحِيد،

أم يجزعُ ويضجرُ وييأس، ويزدادُ تشبُّثًا بالدنيا وشؤونها؟

وإذا قبضَ الله أرواحَ أحبابٍ له، هل يصبرُ ويسترجعُ ويزدادُ إيمانًا،

أم تتمادَى نفسهُ في غيِّها فتعودُ إلى الغفلةِ والمعاصي والمنكراتِ بعد حين ؟

يقولُ ربُّنا سبحانهُ وتعالى:

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ

وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }

ويقولُ عزَّ مِن قائل:

{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ

وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق