السبت، 1 سبتمبر 2012

أمامك خياران

ماذا ستختار؟ فأنت الوحيد المسئول عن اختيارك، ولا تبحث عن شعارترفعه فلا يوجد: عموما أقرأ الرسالة ثم أجب عن السؤال في آخر القصة،هل كنت ستختارنفس اختيار أبطال القصة؟

القصة حصلت في أمريكا ويقول راويها:

كنا في حفل عشاء مخصص لجمع التبرعات لمدرسة للأطفال ذوي الإعاقة ،فقام والد أحد التلاميذ وألقى كلمة لن ينساها أحد من الحضور ما دام حيًا

وبعد أن شكر المدرسة والمسئولين عنها طرح السؤال التالي:

حين لا تتأثر الطبيعة بعوامل خارجية فإن كل ما يأتي منها يكون عين الكمال والإتقان

لكن ابني لا يمكنه أن يتعلم الأشياء بنفس الطريقة التي يتعلمهابها الأطفال الآخرين الذين لا يعانون من الإعاقة، فلا يمكنه فهم الموضوعات التي يفهموها

فأين النظام المتقن في الكون فيما يتعلق بابني؟

وبهت الحاضرون ولم يجدواجوابًا

وأكمل الأب حديثه: أعتقد أنه حين يقدم إلى الدنيا طفل مثل ابني يعاني من عجز في قدراته الجسمانية والعقلية، فإنها تكون فرصة لتحقيق مدى الروعة والاتقان في الطبيعة البشرية، ويتجلى هذا في الطريقة التي يعامل بها الآخرون من هم في نفس ظروف ابني

ثم قص علينا القصة التالية:

مررت أنا وابني بملعب حيث كان عدد من الأولاد الذين يعرفون ابني يلعبون لعبة البيسبول

(ولمثلي ممن لا يعلمون عن هذه اللعبة فأعلى درجة من النقاط يتم تحقيقها بمرور اللاعب على أربع نقاط حول الملعب راجعًا للنقطة الأم التي بدأ منها)

وسألني ابني "هل تعتقد أنهم سوف يسمحون لي باللعب؟ وكنت أعلم أن أغلب الأولاد لن يرغبوا في وجود شخص معاق مثل ابني في فريقهم. ولكني كأب كنت أعلم أنه إن سمحوا لابني باللعب، فإن ذلك سوف يمنحه الإحساس بالانتماء وبعض الثقة في أن الأولاد الآخرين يتقبلوه رغم اعاقته

واقتربت مترددًا من أحد الأولاد في الملعب وسألته (ولم أكن اتوقع منه الكثير)، إن كان يمكن لابني أن يلعب معهم
ودار الولد ببصره، ثم قال نحن نخسر بستة جولات، واللعبة في دورتها الثامنة أعتقد أننا يمكن أن ندخله في الدورة التاسعة ونعطيه المضرب

وتهادى ابني بمشيته المعوقة إلى دكة الفريق، ولبس فانلة الفريق بابتسامة واسعة على وجهه وراقبته بدمعة فرح رقيقة والشعور بالدفء يملأ قلبي ورأى الأولاد مدى فرحي بقبولهم لابني

وتحسن وضع فريق ابني خلال الجولة الثامنة ولكن بقي الخصم متفوقًا عليهم بثلاثة جولات

ومع بدء الجولة التاسعة اعطوا ابني قفازًا ولعب في أيمن الملعب،ورغم أن الكرة لم تأت عنده إلا أن سعادته وحماسه كانا واضحين لمجرد وجوده باللعبة واتسعت ابتسامته لأقصى حد وأنا ألوّح له من وسط المشجعين

وأحرز فريق ابني نقاط إضافية وتقلص الفارق إلى نقطتين، مما جعل الفوز ممكنا

وكان الدور على ابني ليمسك بالمضرب، فهل تتوقعوا أن يعطوه المضرب ويضيعوا فرصتهم في الفوز؟

لدهشتي أعطوه المضرب، رغم أن الكل يعرفون أنه من المستحيل أن يحرزنقاط الفوز، حيث انه لا يمكنه حتى أن يمسك المضرب بصورة سليمة، ويكاد يستحيل عليه ضرب الكرة بصورة متقنة

ولكن مع تقدمه لدائرة اللعب وإدراك لاعب الخصم أن فريق ابني "!!!!"يضحي بالفوز لهدف أسمى، وهو إسعاد وإثراء حياة ابني بهذه اللحظة التي لاتتكرر، قدم مفاجأة أكبر فتقدم عدة خطوات وألقى الكرة برفق لابني حتى يتمكن على الأقل من لمسها بمضربه

وحاول ابني ضرب الكرة ولكنه لحركته المعاقة فشل

وخطا مدافع الخصم خطوات اضافية مقتربًا من ابني ورمى الكرة برفق بالغ نحو ابني

وضرب ابني الكرة بضعف وردها لخصمه الذي تلقفها بسهولة

وتوقعنا أن هذه نهاية المباراة

وتلقف المدافع من الفريق الخصم الكرة بطيئة الحركة وكان يمكنه أن يمررها لزميله في النقطة الأولى

وكان ذلك سيجعل ابني يخرج من المباراة التي تنتهي بهزيمة فريقه

وبدلًا من ذلك رمى المدافع الكرة فوق رأس زميله بعيدًا عما يمكن أن يطوله أي من أعضاء فريقه

وبدأ الكل يصيح مشجعًا من مشجعي الفريقين ومن لاعبي الفريقين : اجر يافتى اجر إلى النقطة الاولى

وكانت هذه أبعد مسافة يجريها ابني، واستطاع بصعوبة أن يصل للنقطة الأولى

وترنح في طريقه على خط الملعب، وعيناه واسعتين حماسًا وارتباكًا

وصرخ كل من كان في الملعب اجر إلى النقطة الثانية،

ووصل ابني إلى النقطة الثانية لأن لاعب الخصم بدلًا من أن يعوقه كان يعدل اتجاهه بحيث يصل للنقطة الثانية وهو يشجعه اجر يافتى للنقطة الثانية

وكان الجميع يصرخون اجر اجر يابطل حتى النقطة الثالثة

والتقط ابني أنفاسه وجرى بطريقته المرتبكة نحو النقطة الثالثة ووجهه يشع بالأمل أن يواصل طريقه حتى يحقق لفريقه النقطة الكبرى

وحين اقترب ابني من النقطة الثالثة كانت الكرة مع أحد لاعبي الخصم وكان أصغر عضو في الفريق ولديه الآن في مواجهة ابني الفرصة الأولى السهلة ليكون بطل فريقه بسهولة ويلقي بالكرة لزميله ولكنه فهم نوايا زميله المدافع فقام بدوره بإلقاءالكرة عاليًا بحيث تخطت زميله المدافع عن النقطة الثالثة

وجرى ابني نحو النقطة الثالثة وهو يترنح في حين أحاطه الآخرين راسمين له الطريق إلى نقطة الفوز

وكان الجميع يصرخون اجر اجر يابطل حتى النهاية

وبعد ان تخطي الثالثة وقف المتفرجين حماسًا وطالبوه بأن يجري للنقطة الرابعة التي بدأ منها

وجرى ابني حتى النقطة الرابعة التي بدأ منها وداس على الموقع المحدد وحياه كل الحضور باعتباره البطل الذي أحرز النقطة الكبرى وفاز لفريقه بالمباراة

في ذلك اليوم، أضاف الأب والدموع تنساب على وجنتيه ساعد الفتيان من كلا الفريقين في إضافة قبسة نور من الحب الصادق والإنسانية إلى هذاالعالم

ولم ير ابني الصيف التالي، حيث وافاه الأجل في ذلك الشتاء، ولكن لم ينس حتى آخر يوم في حياته أنه كان بطل المباراة مما ملأني بالفرح وبعد أن رأيته يعود للمنزل وتتلقاه أمه بالأحضان والدموع في عينيها فرحة بالبطل الرياضي لذلك اليوم

انتهت القصة والآن لدينا تعليق قصيرعليها:

يلاحظ أننا كلنا نرسل آلاف النكات عبر بريدنا الالكتروني دون أن نفكر لحظة واحدة أما حين يأتي الأمر لإرسال رسائل حول الاختيارات ما بين البدائل في الحياة فإن الكثير من الناس يتردد ويفكر فيمن يرسلها له ومن لايرسلها

ونلاحظ أن الرسائل الفجة والسوقية وحتى الداعرة تنتقل عبر الفضاءالالكتروني بحرية، لكن المناقشات العامة حول السلوك القويم غالبًا ما يتم قمعها حتى في مدارسنا ومواقع عملنا (احنا جايين نتعلم/ احنا جايين نشتغل مش جايين نصلح الكون وأمثال ذلك)

فإن كنت تفكر في إرسال هذه الرسالة فإنك غالبًا ما تفكر فيمن لايناسبهم إرسال هذه الرسالة، ولكن من أرسلها إليك يعتقد أنه يمكن لنا كلنا أن نحدث تأثيرًا ونجعل العالم أفضل

يصادف كل منا آلاف الفرص كل يوم أن نضبط التنظيم الطبيعي الرائع للأشياء

وتوفر لنا الكثير من المعاملات التي تبدو قليلة الأهمية أن نختارما بين بديلين:

هل سنقدم قبسة نور من الحب والإنسانية أم سنترك الفرصة تضيع ونترك العالم أكثر برودة عما كان؟

هناك مقولة لحكيم ذكر أن المجتمعات تقاس بمدى رقي/ عدم رقي طريقة معاملتها للأقل حظًا من أبنائها

الآن لديك خياران

1-أن تقوم بمسح هذا البريدالالكتروني

2- أن ترسله لغيرك

لعل الله يجعل يومك مشرقًا بالعطاء ومراعاة الأقلحظًا.

مع خالص تحياتي


د. عبدالرزاق مدني

لا تنسونا وأمة المسلمين جميعًا من الدعاءالصالح

بريدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق