الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

صحة الحديث الذي تحاور فيه الرسول مع إبليس الخبيث ( يلعنه الله ) بحضور الصحابة

لقد اشتهر في الفترة الأخيرة في المنتديات وفي الرسائل البريدية
وعلى الايميلات حديثا منسوبا للرسول صلى الله عليه وسلم
 في حوار مع إبليس ،الذي أُمرنا بالاستعاذة منه ولم نؤمر بلعنه ..
وحتى لا يشتبه أمره على الناس ويصدقه عاميهم
ولأن أظهار الحق واجب على المسلم ومسئول عنه ولا يجوز كتمه

كما قال عليه الصلاة والسلام :
 
 ( من سئل عن علم علمه , ثم كتمه , ألجم يوم القيامة بلجام من نار )
 
وفي رواية :
 
 ( من كتم علما يعلمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار )
 
**  نص الموضوع المشبوه  **
تنوية : القصة طويلة جدًا و لذا تم طرح أولها و أخرها فقط  ...
 
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن ابن عباس قال :
 
(  كنا مع رسول الله في بيت رجل من الأنصار في جماعة فنادي منادِ :
يا أهل المنزل .. أتأذنون لي بالدخول ولكم إليّ حاجة ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتعلمون من المنادي ؟
فقالوا : الله ورسوله أعلم فقال رسول الله : هذا إبليس اللعين لَعَنَه الله تعالى
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أتأذن لي يا رسول الله أن أقتله ؟
فقال النبي : مهلاً يا عمر ..
أما علمت أنه من المُنظَرين إلي يوم الوقت المعلوم ؟
فقرأ رسول الله قوله تعالى : ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك
ثم قرأ قوله تعالى : وكان أمر الله قدراً مقدوراً,  ثم قال النبي يا أبا مُرّة :
هل لك أن تتوب وترجع إلى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة ؟
فقال : يا رسول الله قد قُضِيَ الأمر وجَفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة
فسبحان من جعلك سيد الأنبياء المرسلين وخطيب أهل الجنة فيها
وخَصّكَ واصطفاك ،
وجعلني سيد الأشقياء وخطيب أهل النار وأنا شقي مطرود ،
وهذا آخر ما أخبرتك عنه وقد صدقت فيه )
   
** الرد على الشبه و توضيح الأخطاء و التحذير منها  **
وقد سأل ابن تيميه عن قصة إبليس
وإخباره النبي صلى الله عليه و سلم وهو فى المسجد مع جماعه من أصحابه
وسؤال النبي صلى الله عليه و سلم له عن أمور كثيرة
 والناس ينظرون الى صورته عيانا ويسمعون كلامه جهرا
 
فهل ذلك حدث أم كذب مختلق ؟
 وهل جاء ذلك فى شئ من الصحاح و المسانيد و السنن أم لا ؟
 و هل يحل لأحد أن يروى ذلك ؟
وماذا يجب على من يروى ذلك و يحدثه للناس و يزعم أنه صحيح شرعي ؟
فأجاب  : الحمد لله بل حديث مكذوب مختلق
ليس هو فى شئ من كتب المسلمين المعتمدة لا الصحاح ولا السنن
 ولا المسانيد ومن علم أنه كذب على النبي - صلى الله عليه و سلم -
لم يحل له أن يرويه عنه
ومن قال : انه صحيح فانه يعلم بحاله فان أصر عوقب على ذلك ,
 ولكن فيه كلام كثير قد جمع من أحاديث نبوية ,
 فالذي كذبه وأختلقه جمعه من أحاديث بعضها كذب وبعضها صدق
 فلهذا يوجد فيه كلمات متعددة صحيحة
 وان كان أصل الحديث : هو مجئ  ابليس عيانا الى النبي صلى الله عليه وسلم
بحضرة أصحابه و سؤاله له كذبا مختلقا لم ينقله أحد من علماء المسلمين  .
و الله ( سبحانه و تعالى ) أعلم  .
 
( شيخ الإسلام ابن تيمية - مجموع فتاوى ص 350 ج 18 )
 
وهذا الحديث بصفة عامة فيه من الغرائب والأكاذيب ما تأنف منه
أذن : السامع مما يدل ويؤكد على بطلانه وضعف حجته .
 
والآن : مع فتاوى بعض علماؤنا
ورأيهم في صحة نسبة هذا الحديث للرسول صلى الله عليه وسلم :
 
أولا : رأي الشيخ سلمان العودة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
هذا حديث باطل موضوع بل هو من السخف الذي يتداوله الناس
وليس له أصل في دواوين السنة المعتبرة ,
ولا اعتبار بتداوله وشهرته في المنتديات  .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، هذا الموضوع منقول للإفادة .
 
المصدر : الملتقى المغربي للقرآن الكريم
من قسم : ملتقى علم الحديث والفقه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق