الأحد، 15 سبتمبر 2013

الترغيب فى الرفق : في السُّنَّة النَّبويَّة


عن عائشة رضي الله عنها قالت:
( أن يهود أتوا النَّبي صلى الله عليه وسلم،
فقالوا: السام عليكم
فقالت عائشة: عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم.
قال: مهلًا يا عائشة، عليك بالرِّفق وإياك والعنف والفحش.
قالت: أو لم تسمع ما قالوا ؟
قال: أو لم تسمعي ما قلت ؟
رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في ) 
 
-        وعن جرير رضي الله عنه
-        عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:
( من يحرم الرِّفق يحرم الخير ) 
يعني أنَّ الإنسان إذا حرم الرِّفق في الأمور فيما يتصرف فيه لنفسه،
وفيما يتصرف فيه مع غيره، فإنَّه يحرم الخير كله،
أي: فيما تصرَّف فيه، فإذا تصرَّف الإنسان بالعنف والشدة،
فإنَّه يحرم الخير فيما فعل، وهذا شيء مجرَّبٌ ومشاهد،
 أنَّ الإنسان إذا صار يتعامل بالعنف والشِّدَّة؛ فإنَّه يحرم الخير ولا ينال الخير،
وإذا كان يتعامل بالرِّفق والحلم والأناة وسعة الصدر؛ حصل على خيرٍ كثير،
وعلى هذا فينبغي للإنسان الذي يريد الخير أن يكون دائمًا رفيقًا
حتى ينال الخير .
 
-        وعن عائشة رضي الله عنها قالت :
( سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا:
 اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشقق عليه،
ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به )
وقد يظن بعض النَّاس أنَّ معنى الرِّفق
 أن تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون، وليس الأمر كذلك،
بل الرِّفق أن تسير بالنَّاس حسب أوامر الله ورسوله،
ولكن تسلك أقرب الطرق وأرفق الطرق بالنَّاس،
ولا تشق عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله،
 فإن شققت عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله،
فإنَّك تدخل في الطرف الثاني من الحديث، وهو الدعاء عليك بأن يشق الله عليك .
 
وعنها أيضًا رضي الله عنها :
عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إنَّ الرِّفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه ) 
 

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه :
عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:  
( من أعطي حظه من الرِّفق فقد أعطي حظه من الخير،
 ومن حرم حظه من الرِّفق حرم حظه من الخير )  
إذ به تنال المطالب الأخروية والدنيوية وبفوته يفوتان
وهذه النصوص التي مرت معنا تدل على أنَّ الرِّفق في الأمور،
والرِّفق بالنَّاس، واللين، والتيسير، من جواهر عقود الأخلاق الإسلامية،
وأنَّها من صفات الكمال، وأنَّ الله تعالى من صفاته أنَّه رفيق،
وأنه يحب من عباده الرِّفق، فهو يوصيهم به ويرغبهم فيه،
ويعدهم عليه عطاءً لا يعطيه على شيءٍ آخر.
ويُفهم من النصوص أنَّ العنف شَيْن خلقي، وأنَّه ظاهرة قبيحة،
وأنَّ الله لا يحبه من عباده .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق