الاثنين، 16 سبتمبر 2013

كيفية صلاة المريض

أجمع أهل العلم على
أن من لا يستطيع القيام ، له أن يصلي جالسا ، فإن عجز عن الصلاة جالسا
فإنه يصلي على جنبه مستقبل القبلة بوجهه ، والمستحب أن يكون
على جنبه الأيمن ،
فإن عجز عن الصلاة على جنبه صلى مستلقيا
لقوله صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين :
 
( صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب )
- رواه البخاري - وزاد النسائي :
 
فإن لم تستطع فمستلقيا  ومن قدر على القيام وعجز عن الركوع
أوالسجود لم يسقط عنه القيام ،بل يصلي قائما فيومئ بالركوع ثم يجلس
ويومئ بالسجود
لقوله تعالى :
 
{ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ }
 
ولقوله صلى الله عليه وسلم :
 
( صل قائما )
 
ولعموم قوله تعالى
 
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }
 
وإن كان بعينه مرض فقال ثقات من علماء الطب :
إن صليت مستلقيا أمكن مداواتك وإلا فلا - فله أن يصلي مستلقيا .
 
ومن عجز عن الركوع والسجود أومأ بهما ويجعل السجود
أخفض من الركوع
 
وإن عجز عن السجود وحده
ركع وأومأ بالسجود ،
 
وإن لم يمكنه أن يحني ظهره حنى رقبته ،
وإن كان ظهره متقوسا فصار كأنه راكع فمتى أراد الركوع زاد
في انحنائه قليلا ، ويقرب وجهه إلى الأرض في السجود أكثر ما أمكنه
ذلك .
 
ومن لم يقدر على الإيماء برأسه
 كفاه- النية والقول .
 
ولا تسقط عنه الصلاة مادام عقله ثابتا بأي حال من الأحوال للأدلة السابقة .
ومتى قدر المريض في أثناء الصلاة على ما كان عاجزا عنه من قيام
أو قعود أو ركوع أو سجود أو إيماء انتقل إليه وبنى على ما مضى من صلاته .
وإذا نام المريض أو غيره عن صلاة أو نسيها وجب عليه أن يصليها
حال استيقاظه من النوم
أو حال ذكره لها ، ولا يجوز له تركها إلى دخول وقت مثلها ليصليها فيه ؛
لقوله عليه الصلاة والسلام :
 
( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها
متى ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك )
 
وتلا قوله :
 
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي  }
 
ولا يجوز ترك الصلاة بأي حال من الأحوال ،بل يجب على المكلف
أن يحرص على الصلاة أيام مرضه أكثر من حرصه عليها أيام صحته .
فلا يجوز له ترك  المفروضة حتى يفوت وقتها ولو كان مريضا
ما دام عقله ثابتا ،بل عليه أن يؤديها في وقتها حسب استطاعته .
فإذا تركها عامدا وهو عاقل مكلف يقوى على أدائها ولو إيماء فهو آثم ،
وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى كفره بذلك ،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
 
( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ؛ فمن تركها فقد كفر )
 
ولقوله صلى الله عليه وسلم :
 
( رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة )
 
وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله . وإن شق عليه فعل كل صلاة في وقتها
فله الجمع بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء ،جمع تقديم
أو جمع تأخير حسبما تيسر له ، إن شاء قدم العصر مع الظهر
وإن شاء أخر الظهر مع العصر ، وإن شاء قدم العشاء مع المغرب ،
وإن شاء أخر المغرب مع العشاء . أما الفجر فلا تجمع لما قبلها
ولا لمابعدها ؛ لأن وقتها منفصل عما قبلها وعما بعدها .
 
هذا بعض ما يتعلق بأحوال المريض في طهارته وصلاته .
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يشفي مرضى المسلمين ،
ويكفر سيئاتهم ، وأن يمن علينا جميعا بالعفو والعافية في الدنيا والآخرة
إنه جواد كريم . . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق