الخميس، 12 سبتمبر 2013

قالوا عن الرَّحْمَة


قال السعدي عن عَلَامة وجود الرَّحْمَة في قلب العبد:
 
[ وعلامة الرَّحْمَة الموجودة في قلب العبد،
 أن يكون محبًّا لوصول الخير لكافة الخلق عمومًا، وللمؤمنين خصوصًا،
 كارهًا حصول الشر والضرر عليهم، فبقدر هذه المحبة والكراهة تكون رحمته
فمتى ما وُجِدَتْ هذه العلامة في قلب العبد، دلَّت على أنَّ قلبه عامر بالرَّحْمَة،
 مفعم بالرَّأفة ] 

وقال مصطفى لطفي المنفلوطي:
 
[ إن الرَّحْمَة كلمة صغيرة..
ولكن بين لفظها ومعناها من الفرق مثل ما بين الشمس في منظرها،
والشمس في حقيقتها
لو تراحم النَّاس لما كان بينهم جائع، ولا مغبون، ولا مهضوم،
ولأقفرت الجفون من المدامع، ولاطمأنت الجنوب في المضاجع،
ولمحت الرَّحْمَة الشقاء من المجتمع، كما يمحو لسان الصبح مداد الظلام.
أيُّها الإنسان ارحم الأرملة التي مات عنها زوجها،
يترك لها غير صبية صغار، ودموع غزار، ارحمها قبل أن ينال اليأس منها،
ويعبث الهم بقلبها، فتؤثر الموت على الحياة.
ارحم الزوجة أم ولدك، وقعيدة بيتك، ومرآة نفسك، وخادمة فراشك؛
لأنَّها ضعيف؛ ولأنَّ الله قد وكل أمرها إليك، وما كان لك أن تكذب ثقته بك.
ارحم ولدك وأحسن القيام على جسمه، ونفسه،
فإنَّك إلا تفعل قتلته أو أشقيته فكنت أظلم الظالمين.
ارحم الجاهل، لا تتحين فرصة عجزه عن الانتصاف لنفسه،
فتجمع عليه بين الجهل والظلم، ولا تتخذ عقله متجرًا تربح فيه،
 ليكون من الخاسرين.
ارحم الحيوان؛ لأنَّه يحس كما تحس، ويتألم كما تتألم،
ويبكي بغير دموع ويتوجع.
ارحم الطير لا تحبسها في أقفاصها، ودعها تهيم في فضائها حيث تشاء،
وتقع حيث يطيب لها التغريد والتنقير، إنَّ الله وهبها فضاء لا نهاية له،
فلا تغتصبها حقها، فتضعها في محبس لا يسع مد جناحها،
 أطلق سبيلها وأطلق سمعك وبصرك وراءها، لتسمع تغريدها فوق الأشجار،
وفي الغابات، وعلى شواطئ الأنهار، وترى منظرها وهي طائرة في جو السماء،
فيخيَّل إليك أنَّها أجمل من منظر الفلك الدائر، والكوكب السيَّار.
أيها السعداء أحسنوا إلى البائسين والفقراء، وامسحوا دموع الأشقياء،
وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق