الخميس، 6 فبراير 2014

وصايا في الصمت :

وصايا في الصمت :
قال رجل لسلمان رضي الله عنه: أوصني.
قال: لا تتكلم.
قال: وكيف يصبر رجل على أن لا يتكلم؟
قال: فإن كنت لا تصبر عن الكلام، فلا تتكلم إلا بخير أو اصمت . 


 وقال رجل لبعض العارفين: أوصني
قال: اجعل لدينك غلافًا كغلاف المصحف؛ لئلا يدنسه،
قال: وما غلاف الدين؟
قال: ترك الكلام إلا فيما لا بد منه، وترك طلب الدنيا إلا ما لا بد منه،
وترك مخالطة الناس إلا فيما لا بد منه .

 وعن عقيل بن مدرك يرفعه إلى أبي سعيد أن رجلًا أتاه، فقال: أوصني،
 فقال: أوصيك بتقوى الله، وعليك بالصمت، فإنك به تغلب الشيطان.  


 وعن أبي الذيَّال، قال:

[ تعلَّم الصمت كما تعلم الكلام، فإن يكن الكلام يهديك،
فإن الصمت يقيك، ألا في الصمت خصلتان:
تدفع به جهل من هو أجهل منك، وتعلم به من علم من هو أعلم منك ] 


 وعن حبيب بن عيسى، قال:
 
[ كان ابن مريم يقول: ابن آدم الضعيف؛ علم نفسك الصمت كما تعلمها الكلام،
 وكن مكينًا  المكانة المنزلة. وفلان مكين عند فلان بين المكانة.
والمكانة: الموضع ] 


 وقال لقمان لابنه:
 
[ يا بني، إن غلبت على الكلام، فلا تغلب على الصمت،
فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، إني ندمت على الكلام مرارًا،
ولم أندم على الصمت مرة واحدة ] 


 وتكلم أربعة من حكماء الملوك بأربع كلمات كأنها رمية عن قوس:
فقال ملك الروم: أفضل علم العلماء السكوت.
وقال ملك الفرس: إذا تكلمت بالكلمة ملكتني ولم أملكها.
وقال ملك الهند: أنا على ردِّ ما لم أقل أقدر مني على ردِّ ما قلت.
وقال ملك الصين: ندمت على الكلام، ولم أندم على السكوت. 

 
 
وقد قال بعض الصالحين:
 
[ الزم الصمت يكسبك صفو المحبة، ويأمنك سوء المغبة،
ويلبسك ثوب الوقار، ويكفك مؤنة الاعتذار. وقيل: الصمت آية الفضل،
وثمرة العقل، وزين العلم، وعون الحلم؛ فالزمه تلزمك السلامة ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق