الخميس، 27 مارس 2014

أأنتم أعلمُ أم الله؟

 
كان من السلفِ مَن إذا أخطأ، اهتمَّ لذلك وخافَ وارتعد
ومضى إلى مَن أفتى له ورجعَ عن كلامه ،
فإذا افتقدَهُ ولم يعرفْ مكانهُ نادى في مجتمعٍ أو في سوق،
أنهُ أفتى في أمرٍ وهو راجعٌ عنه؛
خوفًا وخشيةً من الله تعالى مِن أنْ يقولَ في دينهِ ما لا يعلم،
أو ما هو غيرُ متأكدٍ منه،
فهل مِن معتبِر؟ وهل مِن مقتدٍ بالسلف؟
وهل مِن متَّقٍ وَجِل ؟
ولعلَّ من أسبابِ جرأةِ شبابنا هكذا،
هو تتلمذهمْ في مدارسَ أو معاهدَ وجامعاتٍ علمانية،
لا دينَ فيها ولا أدبٌ إسلاميٌّ ولا خُلقٌ كريم،
فيتناقشونَ في الدينِ كما يتناقشونَ في أيةِ مادةٍ دراسية!
أتُراجعونَ دينَ الله الذي ارتضاهُ لكم وللعالَمينَ بعقولكم الصغيرة؟
أأنتم أعلمُ أم الله؟!
ومن أسبابِ ذلك أيضًا كتبٌ يقرؤها الشبابُ لحداثيينَ وليبراليين،
فيها الغثُّ والخلطُ والتشكيكُ والنقدُ للإسلام،
وفيها الكفرُ والزندقةُ والإلحاد،
وهدفهم زعزعةُ قدسيةِ نصوصِ الإسلامِ في قلوبِ المؤمنين،
فتُحدِثُ أثرًا سلبيًا في نفوسهم وتكوينهم الثقافي،
نتيجةَ تكرارِ الشبهاتِ والقلاقلِ النفسية،
أو لضعفِ الثقافةِ الإسلاميةِ عندَ المتلقِّي.

والذي يكونُ هكذا، عليه بالتفكرِ والتأنِّي، والتأدُّبِ والاحترام،
والتذلُّلِ لدينِ الله والاستكانةِ لأوامرِ رسوله،
والقراءةِ لأعلامِ الإسلامِ المرضيِّينَ في الأمة،
ونبذِ كتاباتِ أعداءِ الدين والمشكِّكينَ فيه،
والله يتولَّى عبادَهُ الصالحين،ويَهدي مَن يشاءُ إلى صراطهِ المستقيم .
راق لي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق