الخميس، 21 أغسطس 2014

علاج السرحان فى الصلاة



قد روى مسلم عن عثمان بن أبي العاص
أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
( يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي
يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ذاك شيطان يقال له خِنْـزَب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه،
واتفل على يسارك ثلاثًا، قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني )
ومعنى (خنزب):
قطعة لحم منتنه، فكأن اسم هذا الشيطان اشتق منها
ما هي الكيفية الصحيحة بالتفل والتعوذ في الصلاة من الشيطان
كما جاء في الحديث عن الشيطان حنزب؟ فهل عملية التفل بلف
الرأس أو بالنظر دون لف الرأس مع وجود من هو بجوارك
في صلاة الجماعة؟
الإجابة: من وجد شيئاً من همزات الشيطان في قلبه أثناء الصلاة فيسن
له أن يلتفت عن يساره وأن يتفل ثلاثًا ويتعوذ بالله ثلاثًا ثم يعود،
فكل ذلك داخل الصلاة وقت إحساس المصلي بوسوسة الشيطان، وذلك
بأن يميل برأسه شيئًا قليلًا جهة اليسار، فيتفل تفلًا هينًا، كأنه يخرج
شيئًا مما علق بلسانه، ويقول بصوت خافت: أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم، ثم يتم صلاته. والله أعلم.
وكثير من الناس يشكون من عدم الخشوع في الصلاة، ويجدون
وساوس الشيطان في قلوبهم في الصلاة، والإنسان الذي يريد
الخشوع في الصلاة عليه أن ينتبه إلى أمور:
- أولاً: أن يأتي مبكرًا للصلاة فقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم
بذلك فالذي ينتقل من عمله إلى صلاته مباشرة دون فترة راحة وتبكير
إلى الصلاة، يبقى في شغل، كحال المروحة إن انقطع عنها التيار
الكهربائي تبقى تدور قليلًا بعد انقطاع التيار

- ثانياً أن يكف لسانه ويحفظه ولا يتكلم باللغو،
فقد قال الله عز وجل:
{ قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون *
والذين هم عن اللغو معرضون }
فمن لم يتكلم إلا حقًا وأكثر السكوت لقن الحكمة، فمن يكثر من
اللغو لا يخشع في صلاته.

- ثالثًا: أن يعرف الإنسان معنى ما يقرأ، فلما تقول: "الله أكبر" فتقول
ذلك في مشاعرك وحسك، ولو أن المسلمين كبروا الله بجوارحهم
وبأعمالهم كما يكبروه بألسنتهم فو الذي نفسي بيده ما بقي حالهم على
ما هم عليه الآن، ثم تعرف معنى قولك: "بسم الله الرحمن الرحيم"
فوالله من يشرب حرامًا ويقول: بسم الله فهو كاذب، والذي يطأ حرامًا
ويقول بسم الله فهو كاذب، فمعنى قولك باسم الله أي يارب لولا أنك
حللت هذا الشراب ما شربت، ولولا أنك حللت هذا الطعام ما أكلت ولولا
أنك حللت هذا الوطأ ما وطأت، فمن أكل حرامًا ووطئ حرامًا وقال
باسم الله فهو كاذب، فهو لا يأكل باسم الله ولا يطأ باسم الله.
- ثم حتى يجد الإنسان الخشوع في الصلاة لا بد أن يقرأ شيئًا من
تفسير الفاتحة، فيعرف معنى الرحمن الرحيم، ولماذا يقول الحمد لله
رب العالمين ولا يقول الشكر لله، وكذلك عليه أن يعرف معنى
الأذكار التي يقولها.

- رابعًا: على المصلي أن يخرج من الروتين أن لا يبقى يقرأ الآيات هي
هي، فالناس اليوم يصلون عادة لا عبادة، إلا من رحم الله، فيدخل في
الصلاة ويكبر ويقرأ الفاتحة ويقرأ سورة لا يغيرها، ويركع ويقوم
ويسجد والأذكار هي هي، لا يتحول عنها ثم يقول: السلام عليكم....
فبعض الناس يذكر كل شيء في صلاته إلا الله، وهذه صلاة لا تنفع من
حيث الثمرة بأن تجعل الإنسان وقافًا عند حدود الله، بعيدًا عن المنكر،
وكثير من الناس الذين يعملون الحرام لو يفقهون صلاتهم لما بقوا
على الحرام، الذي هم عليه، فأن يبقى ملابسًا للحرام ومصليًا، هذا
من الأشياء العجيبة جدًا فالصلاة أصبحت تفعل صورة لا حقيقة فلا
روح فيها، ولذا ما أثرت على حياة المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق