الخميس، 4 سبتمبر 2014

بقرتَ شُويهتي وفجعتَ قلبي



يحكى أن أعرابية وجدت ذئبًا صغيرًا (جرو ذئب) قد ولد للتو ... فحنت عليه وأخذته وربته .. وكانت تطعمه من حليب شاة ٍ عندها .. وكانت الشاة بمثابة الأم لذلك الذئب .
وبعد مرور الوقت كبُر الذئب الصغير .. وعادت الأعرابية يومًا إلى بيتها فوجد ان الذئب قد هجم على الشاة وأكلها ..
فحزنت الأعرابية على صنيع الذئب اللئيم الذي عرف طبعه بالفطرة .. .. فأنشدت بحزن قائلة:

بقرتَ شويهتي وفجعتَ قلبي *** وأنت لشاتنا ولدٌ ربيب ُ
غذيتَ بدرها وربيتَ فينا *** فمن أنباكَ أن أباكَ ذيب ُ
إذا كان الطباع طباع سوء ٍ *** فلا أدب ٌ يفيد ولا أديب ُ
وهكذا اللئام في كل عصر ومصر .. لايفوون الجميل ولا يراعون حرمة الخليل ... ولايردون المعروف ولا يرهبون الحتوف ..
كانت عائشة - رضي الله عنها - تردد بيت شعر لبيد :
ذهب الذين يعاش في أكنافهم *** وبقيت في خلف كجلد الأجرب ِ
وتقول : لو شاهد لبيد زماننا ماذا سيقول ؟؟
ثم توفيت عائشة ..رضي الله عنها..
قال عروة : لو كانت عائشة في زماننا ماذا ستقول؟؟
ثم توفي عروة ..رضي الله عنه..
فقال هشام ( الراوي ) : لو كان عروة في زماننا ماذا سيقول ؟؟
ونحن نقول : لو كانوا جميعًا في زماننا ... ماذا سيقولون ؟؟؟
وحكاية اخرى شبيهة وهي أن قومًا خرجوا للقنص فلحقوا ضبعة صغيرة
فلجأت الى خباء اعرابي فأجارها وجعل يطعمها من زاده ويسقهيا،
فبينما هو نائم ذات يوم إذ وثبت عليه وبقرت بطنه وهربت
فجاء ابن عمه يطلبه فوجده ميتًا، فخرج وتبع الضبعة حتى أدركها فقتلها فقال
:

ومن يصنع المعروف في غير أهله
يلاق الذي لاقى مجيرُ أم عامر
اعد لها لما استجارت ببيته
أحاليب البان اللقاح لدرائر
وأسمنها حتى اذا ما تمكنت
فرته بأنياب لها وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من
يجود بمعروف على غير شاكر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق