السبت، 21 نوفمبر 2015

حبس الزكاة لإنفاقها على علاج المريض

الســــؤال:
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما
ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي الأمين العام لجمعية
البر بالرياض والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار
العلماء برقم (3733) وتاريخ 9/4/1422 هـ ، وقد سأل المستفتي
سؤالاً هذا نصه :
 
أرفع إلى سماحتكم أن جمعية البر الخيرية بالرياض دأبت منذ
أسسها رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير : سلمان بن عبد العزيز
 أمير منطقة الرياض ، قبل أكثر من سبعة وأربعين عامًا على
تقديم المعونات المباشرة للفقراء ومن هم في حكمهم من
المحتاجين من المرضى والمشلولين والمعوقين والعجزة والأيتام
والأرامل والمطلقات ، ورعاية عوائلهم رعاية شاملة تتضمن
المساعدات النقدية المنتظمة والمعونات العينية مثل المواد الغذائية
والأثاث والملابس وبعض الأجهزة وغيرها إضافة إلى تسديد
الفواتير للخدمات العامة والمساعدة على إيجار السكن . وتقوم
الجمعية الآن برعاية حوالي خمسة عشر ألف أسرة من
المستحقين من الفئات المذكورة في مدينة الرياض وضواحيها
مسجلين بسجلات الجمعية وفروعها بعد أن تأكدت الجمعية من
حالتهم واستحقاقهم للمساعدة ، وحيث إن الجمعية ليس في طاقتها
في الوقت الحالي أن تقدم الرعاية الصحية المناسبة لهذه الأسر ،
فإننا نرفع إلى أنظار سماحتكم الواقعتين التاليتين لمعرفة حكم
الشرع فيهما واستصدار فتوى من سماحتكم على الواقعة
الجائزة للعمل بموجبها :
 
الواقعة الأولى : يقوم المستشفى أو المستوصف التجاري بعلاج
الفقراء الذين تحيلهم جمعية البر إليه ، وتقيد قيمة علاجهم على
حساب زكاة المستشفى السنوية .
 
الواقعة الثانية : يرصد المستشفى أو المستوصف التجاري مبلغًا
معلومًا من زكاته السنوية باسم جمعية البر ، وتحيل الجمعية
بموجب ذلك بعض الفقراء المرضى إلى هذا المستشفى لعلاجهم
على حساب هذا الرصيد من زكاته .
أفتونا مأجورين جزاكم الله خيرًا .
 
 الإجابة
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه يجب دفع الزكاة إلى مستحقيها
وفق الصفات المذكورة في آية التوبة ، وهم يصرفونها فيما يحتاجون إليه
من علاج وغيره ، ولا يجوز حبسها عند المزكي لتمويل علاج المريض
منها إذا احتاج إلى العلاج ، لأن هذا يقصرها على حالة خاصة من أحوال
المحتاج في حين أن حاجاته كثيرة ، والله تعالى يقول :
 
{ وَآتُوا الزَّكَاةَ }
 
أي :
ادفعوها إلى مستحقيها فور وجوبها . 

و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق