السبت، 30 يناير 2016

بماذا يتوسل المسلم

 
قال الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز
 رحمه الله
[ اﻟﻤﺴﻠﻢﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻟﻠﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ؟
 
ﻗﺎﻝ الله ﺗﻌﺎﻟﻰ :
 
 { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }
[ الأعراف : 180 ]
 
ﻭﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭاﻹﻳﻤﺎﻥ
 ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
 
 ( فقد دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ ،
 فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلاَتَهُ ، وَهُوَ يَتَشَهَّدُ
وَهُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّه لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ،
 الأَحَدُ ، الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
 فَقَالَ : قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ ثَلاَثًا ) .
 رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ،
 وصححه الألباني والأرنؤوط

ﻓﻬﺬا ﺗﻮﺳﻞ  ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ الله
 
ﻭﻫﻜﺬا اﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ؟
 
ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻐﺎﺭ اﻟﺬﻳﻦ اﻧﻄﺒﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺻﺨﺮﺓ
 ﻟﻤﺎ ﺩﺧﻠﻮا اﻟﻐﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ اﻟﻤﻄﺮ ﺃﻭ اﻟﻤﺒﻴﺖ
ﻓﺎﻧﻄﺒﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢﺻﺨﺮﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا ﺩﻓﻌﻬﺎ
 
ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ : 

 ﺇﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻨﺠﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﺨﺮﺓ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮا اﻟﻠﻪ 
  ﺑﺼﺎﻟﺢ  ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ
 ﻓﺪﻋﻮا اﻟﻠﻪ ﺑﺼﺎﻟﺢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ 

الأول 

ﻓﺘﻮﺳﻞ ﺑﺒﺮﻩ ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ
ﻓﺎﻧﻔﺮﺟﺖ اﻟﺼﺨﺮﺓ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ،
 

الثاني 

ﺛﻢ ﺗﻮﺳﻞ اﻵﺧﺮ ﺑﻌﻔﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﺰﻧﻰ
 ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﻨﺖ ﻋﻢ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮا
 ﻓﺄﺭاﺩﻫﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﺄﺑﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻟﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﺳﻨﺔ ﻭﺣﺎﺟﺔ ،
 ﻓﺠﺎءﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﻄﻠﺒﻪ اﻟﻌﻮﻥ 
  ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻤﻜﻨﻴﻨﻲ ﻣﻦﻧﻔﺴﻚ
 ﻓﻮاﻓﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭا ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ
ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺲ  ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ : اﺗﻖ اﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﻔﺾ اﻟﺨﺎﺗﻢ 
  ﺇﻻ ﺑﺤﻘﻪ
 ﻓﺨﺎﻑ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﻗﺎﻡ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺕ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ
ﻭﺗﺮﻙ ﻟﻬﺎ اﻟﺬﻫﺐ
ﻭﻗﺎﻝ : اﻟﻠﻬﻢ  ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ اﺑﺘﻐﺎء ﻭﺟﻬﻚ
 ﻓﺎﻓﺮﺝ ﻋﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﻧﻔﺮﺟﺖ اﻟﺼﺨﺮﺓ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء
ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ اﻟﺨﺮﻭﺝ .
 
 
اﻟﺜﺎﻟﺚ 

ﺛﻢ ﺗﻮﺳﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺄﺩاﺋﻪ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖﻋﻨﺪﻩ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻌﻤﺎﻝ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻨﻤﺎﻫﺎ
ﻭﻋﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺎﻻ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ﻭاﻟﺒﻘﺮ ﻭاﻟﻐﻨﻢ ﻭاﻟﺮﻗﻴﻖ
 ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎء ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺃﺩاﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ
 
ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎﺭﺑﻲ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ اﺑﺘﻐﺎء ﻭﺟﻬﻚ
 ﻓﺎﻓﺮﺝ ﻋﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﻧﻔﺮﺟﺖ اﻟﺼﺨﺮﺓ ﻭﺧﺮﺟﻮا
 
• ﻭﻫﺬا ﻳﺪﻝﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ
ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ اﻹﺟﺎﺑﺔ ، 

 
• ﺃﻣﺎ اﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺠﺎﻩ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﺃﻭ ﺑﺠﺎﻩ ﻓﻼﻥ ،
 ﺃﻭ ﺑﺠﺎﻩ اﻟﺼﺪﻳﻖ، ﺃﻭ ﺑﺠﺎﻩ ﻋﻤﺮﺃﻭ ﺑﺠﺎﻩ ﻋﻠﻲ ، ﺃﻭ ﺑﺠﺎﻩ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ ،
 ﺃﻭ ﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﺬا ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺑﺪﻋﺔ
 
 
ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻟﺘﻮﺳﻞ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺳﻞ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎء الله
 ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ :
 اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺗﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻲ ﺑﻚ ﺃﻭ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻲ ﺑﻨﺒﻴﻚ ،
 ﺃﻭ ﺑﻤﺤﺒﺘﻲ ﻟﻚ ، ﺃﻭ ﺑﻤﺤﺒﺘﻲ ﻟﻨﺒﻴﻚ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ
 
 ﻓﻬﺬا ﻃﻴﺐ ﻭﻫﺬﻩ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻃﻴﺒﺔ 

 
ﺃﻭ ﻳﺘﻮﺳﻞﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻝ :
  اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﺄﻧﻲ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻧﻚ ﺃﻧﺖ اﻟﻠﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ اﻟﻮاﺣﺪ اﻷﺣﺪ .
 ﻛﻞ ﻫﺬا ﻃﻴﺐ ﺃﻭ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﺒﺮﻩ ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ ،
 ﺃﻭ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻮاﺕ ، ﺃﻭ ﺑﻌﻔﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﻔﻮاﺣﺶ
 ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻃﻴﺒﺔ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺻﺎﻟﺤﺔ ،
ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺬﻱﻗﺮﺭﻩ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﻫﻞ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﺼﺮﺓ 

 
ﺃﻣﺎ اﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺠﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ، ﺃﻭ ﺑﺠﺎﻩ ﻓﻼﻥ ، ﺃﻭ ﺑﺤﻖ ﻓﻼﻥ ﻓﻬﺬا ﺑﺪﻋﺔ ؟
ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻭاﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ
 ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ
 
 ﻭالله ﻭﻟﻲ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ .
 
 المصدر : مجموع فتاوى ابن باز رحمه الله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق