الجمعة، 14 أكتوبر 2016

ما الفرق بين كلمتي " أكملت " و " أتممت " ؟



 
في قوله تعالى :
 
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي }
 
 
● أكمل الأمْـرَ :
أي أنهاهُ على مـراحل مُتقطّعة، بينها فواصل زمنيّة
 
 
● فالذي عندهُ أيّام إفطار في رمضان
وعليه صيامها فيما بعد،
لديه فرصة 11 شـهراً لقضائها، ولو على فترات متقطّعة،
 
 لذلك قال تعالى :
 
 { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ }
 
 
● أما أتـمّ الأمـر:
يجب أنْ لا ينقطع العمل حتّى ينتهي
 
● فلا يجوز مثلاً :
الإفطار أثناء النهار، في صيام رمضان،
 ولو لفترة قصيرة جدّاً،
 
 
لذلك يقول الله تعالى :
 
   { ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ } ؛
 
 ولم يقل ( أكملوا )
 
 
● وكذلك لا يجوز للإنسان أن يتحلّل مِنَ الإحرام في الحجّ
حتى ينتهي من شعائره.
 
 
لذلك يقول الله تعالى :
 
 { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } ،
 
 وليس أكملوا الحجّ
 
 
● فلماذا الدين " اُكْمل " ؛ بينما النعمة " أُتِمّت " ؟
 
 
● لأنَّ الدين نزل على فتراتٍ متقطّعة،
على مدى 23 عاماً
 
 
● ولكن المُلفت والجميل أن نعمة الله لم تنقطع أبدا
 
 فقال:  
 
{ وأتممتُ عليكُم نعمتي }
 
 
● فـنِعْمـةُ اللّه لمْ تَنقطع،
ولا حتى ثانية واحدة على هذه الأمّة المرحومة
 
 
 
لنتدبر في القرآن  
 
واذا تلوت القرآن فاعمل ما يأتي
تتلوه وأنت ترجو رحمة الله عز و جل
 
 
إذا وضعت القراآن في حجرك فضعه
 وليس في قلبك إلا الله
ضعه وأنت تحس ان الله يخاطبك
ضعه وأنت تحس أنها رسالة جاءتك من ملك الملوك
 
 
فوالله ما أدمن عبد طاعة الله
 إلا شرح الله صدره لطاعته
 
 
وكم من أناس اهتدوا وابتدأوا طريق الإلتزام
 وهم في قسوة وبعد عن الله
ما زالوا يتدرجون في الصالحات
حتى  أصبح الواحد منهم اذا تلا الآية لا يتمالك عينه
 
 
 
إياك أن ينظر الله إليك يوما من الأيام
وقد نظرت ومتعت النظر في حد من حدوده
 أو عورة من العورات التي لم يأذن لك بالنظر إليها
 
 
إياك أن ينظر الله إليك
وقد أصغيت بسمعك إلى أمر لا يأذن الله لك  أن تصغي إليه
 
 
إياك أن ينظر الله إليك يوما من الأيام
وقد خبطت قدمك على الأرض إلى حد من حدوده
 أو حرمة من محارمه
 
 
إياك أن ينظر الله إليك يوما من الأيام
وقد امتدت يديك لمال لا يحل لك أن تمدها إليه
أو قبضتها على مال لا يحل لك أن تقبضها عليه
 
 
إذا اردت حلاوة الإيمان
 تكون على عفة من الاثام والحرام 


من محاضرة قسوة القلوب
الشيخ محمد الشنقيطي حفظه الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق