الخميس، 13 أكتوبر 2016

فعال لما يريد



 
كان زميلاً لي في الكلية العسكرية ,
 كان الأول على زملائه في كل شئ
في طاعته لله , في حسن خلقه ,  في دراسته ,  في تعامله ,
كان صاحب قيام ليل ومحافظة على صلاة الفجر وغيرها وحب للخير   
 
وبعد أن تخّرج وفرح كما يفرح الطلبة بالتخرج
وإذا به يُصاب بما نسميه " الأنفلونزا " وتطور معه المرض
حتى أصاب العمود الفقري فأصيب بشلل تام ولم يعد يستطيع الحركة ,

 
حتى أن طبيبه المعالج قال لي

 أنه حسب مرئياته فلا أمل له في الشفاء ,
وإن احتمال رجوعه لما كان عليه ونجاح العلاج معه
 لا تتجاوز العشرة في المائة
 
 
 فقلت :

الحمد لله على كل حال
 
 
وسألت الله له الشفاء وهو القادر على كل شئ
ثم زرته في المستشفى وهو مقعد يرقد على السرير الأبيض
 لمواساته وتذكيره بالله والدعاء له فإذا به هو الذي يذكّرني بالله !!
وهو الذي يواسيني , وجدته قد امتلأ وجهه نوراً ,
واشرق بالإيمان نحسبه والله حسيبه  
 
قلت له :

 الحمد لله على السلامة ,
وأسأل الله لك الشفاء العاجل طهور إن شاء الله  
 
فأجابني بالشكر والدعاء ثم قال كلمته العجيبة في حالته المأساوية
 نعم إنها كلمة عجيبة !! لم يشتكي ! ولم يتبرم !!
ولم يقل أرايت ماذا حل بي يا أخ خالد !!
 
إنما قال تلك الكلمة التي دوّت في أذني وأثرّت في قلبي
وما زلت احفظها حتى الآن  ,  قالها وهو يبتسم  ,
 
قال حفظه الله :
 يا أخي لعل الله علم مني تقصيري في حفظ القـرآن
 فلهذا أقعدني لإتفرغ لحفظه  , وهذه نعمة من نعم الله !!
 
 سبحـان الله  ,

مـا هذا الكلام ؟!
من أين هذه العبارات ؟!
 كيف تتحول النقمة إلى نعمة ؟!
 
إنه الإيمان يصنع المعجزات بعد فضل الله وتوفيقه   
 
وصدق الله في جزاء من صبر واسترجع عند المصيبة
وقال إنا لله وإنا إليه راجعون إن له ثلاث جوائز
 
 
قال تعالى :
 
{ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
[ البقرة : 157 ]

 
نعم إنها الرحمة من الله والثناء منه والهداية لصراطه المستقيم
والثبات على شرعه القويم
 
 وفي صحيح مسلم من حديث صهيب مرفوعاً  
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :  
 
( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن
 إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر
 فكان خيرا له )
مختصر مسلم 2092 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق