الأحد، 2 أبريل 2017

فن معاملة الأبناء


 معاملة الأبناء فن يستعصي على كثير من الآباء والأمهات :
 في فترة من فترات الحياة . وكثيرا ما يتساءل الآباء عن أجدى السبل
للتعامل مع أبنائهم .والحقيقة أن إحساس الولد بنفسه يأتي من خلال
معاملتك له ، فإن أنت أشعرته أنه " ولد طيب " ، وأحسسته بمحبتك ،
فإنه سيكون عن نفسه فكرة أنه إنسان طيب مكرم ، وأنه ذو شأن في هذه
الحياة . أما إذا كنت قليل الصبر معه ، تشعره أنه " ولد غير طيب " ،
وتنهال عليه دوما باللوم والتوبيخ ، فإنه سينشأ على ذلك ، ويكون فكرة
سلبية عن نفسه، وينتهي الأمر إما بالكآبة والإحباط ،
 أو بالتمرد والعصيان .
 
 علمه أين العيب :
إذا رأيته يفعل أشياء لا تحبها ، أو أفعالا غير مقبولة ، فأفهمه أن العيب
ليس فيه كشخص، بل إن الخطأ هو في سلوكه وليس فيه كإنسان .
قل له : " لقد فعلت شيئا غير حسن " بدلا من أن تقول له " إنك
ولد غير حسن " . وقل له " لقد كان تصرفك مع أخيك قاسيا
" بدلا من أن تخبره " إنك ولد شقي " .
 
 تجنب المواجهات الحادة :
ومن الأهمية أن يعرف الوالدان كيف يتجاوبان برفق وحزم في آن واحد
مع مشاعر الولد، فلا مواجهة حادة بالكلام أو الضرب ، ولا مشاجرة بين
الأم وابنها ، إنما بإشعاره بحزم أن ما قاله شيء سيئ لا يمكن قبوله ،
وأنه لن يرضى هو نفسه عن هذا الكلام . ولا يعني ذلك أن يتساهل
الوالدان بترك الولد يفعل ما يشاء ، بل لا بد من وجود ضوابط واضحة
تحدد ما هو مقبول ، وما هو غير مقبول . فمن حق الطفل أن يعبر عن
غضبه بالبكاء أو الكلام ، ولكن لا يسمح له أبدا بتكسير الأدوات في البيت
أو ضرب إخوته ورفاقه .
 
 أحبب أطفالك ولكن بحكمة :
ولا يمكن للتربية أن تتم بدون حب . فالأطفال الذين يجدون من مربيهم
عاطفة واهتماماً ينجذبون نحوه ، ويصغون إليه بسمعهم وقلبهم . ولهذا
ينبغي على الأبوين أن يحرصا على حب الأطفال ، ولا يقوما بأعمال
تبغضهم بهما ، كالإهانة والعقاب المتكرر والإهمال ، وحجز حرياتهم ،
وعدم تلبية مطالبهم المشروعة . وعليها إذا اضطرا يوماً إلى معاقبة
الطفل أن يسعيا لاستمالته بالحكمة ، لئلا يزول الحب الذي لا تتم تربية
بدونه . وليس معنى الحب أن يستولي الأطفال على الحكم في البيت
 أو المدرسة ، يقومون بما تهوى أنفسهم دون رادع أو نظام . فليس
هذا حبا ، بل إنه هو الضعف والخراب . وإن حب الرسول صلى الله عليه وسلم
أصحابه لم يمنعه من تكليفهم بالواجبات ، وسوقهم إلى ميادين الجهاد ،
وحتى إنزال العقوبة بمن أثم وخرج على حدود الدين . وكل ذلك لم يسبب
فتورًا في محبة الصحابة لنبيهم ، بل كانت تزيد من محبتهم
وطاعتهم لنبيهم .
 
 احترمي زوجك :
ويحتاج الأب لكي يظفر بصداقة أبنائه إلى عطف زوجته واحترامها له .
 فالزوجة الصالحة التي تشعر أبناءها في كل وقت بعظمة أبيهم ، وتقودهم
إلى احترامه وحبه ، وتؤكد في أنفسهم الشعور بما يملك من جميل
المناقب والخصال . وهي تقول للطفل تمسك بهذا الخلق، فإنه يرضي
 أباك ، وتجنب ذلك الخلق فإنه يغضب أباك ويغضب ربك .
 
 هدية .. ولو درهم :
وإذا أردت أن تصادق طفلك ، فلا بد أن تعرف أن فمه أكثر يقظة من عقله
، وأن صندوق الحلوى أفضل إليه من الكتاب الجديد ، وأن الثوب المرقش
أحب إليه من القول المزخرف . وأن الأب الذكي هو الذي يدخل البيت
وفي يده هدية أو تحفة أو طرفة . وليذكر دوما أن في الدنيا أشياء
هي عندنا أوهام ، وهي عند الأطفال حقائق . ولن نظفر بصداقتهم
إلا إذا رأينا الدنيا بعيونهم .
 
 استمع إلى ابنك :
إذا أتاك ابنك ليحدثك عما جرى معه في المدرسة ، فلا تضرب بما يقول
عرض الحائط . فحديثه إليك في تلك اللحظة – بالنسبة له – أهم من كل
ما يشغل بالك من أفكار . فهو يريد أن يقول لك ما يشعر به من أحاسيس ،
بل وربما يريد أن يعبر لك عن سعادته وفرحه بشهادة التقدير التي نالها
في ذلك اليوم .
 
أعطه اهتمامك إن هو أخبرك أنه نال درجة كاملة في ذلك اليوم في امتحان
مادة ما . شجعه على المزيد ، بدلا من أن يشعر أنك غير مبال بذلك ،
 ولا مكترث لما يقول .
 
وإذا جاءك ابنك الصغير يوما يخبرك بما حدث في المدرسة قائلا :
" لقد ضربني فلان في المدرسة " وأجبته أنت : " هل أنت واثق بأنك
 لم تكن البادئ بضربه ؟ " فتكون حقا قد أغلقت باب الحوار مع ابنك .
حيث تتحول أنت في نظر ابنك من صديق يلجأ إليه إلى محقق أو قاض
يملك الثواب والعقاب .
 
بل ربما اعتبرك ابنك أنه محقق ظالم وأنه يبحث عن اتهام الضحية
ويصر على اكتشاف البراءة للمتعدي عليه .
 
فإذا تكلم الابن أولاً إلى والديه ،فعلى الوالدين إبداء الانتباه ، وتواصل
الحوار ، وينبغي مقاومة أي ميل إلى الانتقاد أو اللامبالاة بما يقوله الابن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق