الجمعة، 6 أكتوبر 2017

الأمثال في السنة

مثل النبي - صلى الله عليه وسلم- والأنبياء قبله


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي

كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ,

فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ,

وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟

قَالَ: فَأَنَا اللَّبِنَةُ. وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ

(1).

شرح المفردات (2):

( اللَّبِنَة ): بِفَتْحِ اللَّام وَكَسْر الْبَاء, وَيَجُوزُ إِسْكَانُ الْبَاء مَعَ فَتْحِ

اللَّام وَكَسْرِهَا كَمَا فِي نَظَائِرهَا، وهي ما يصنع من الطين يعجن،

ثم يجفف ويبنى به.

من فوائد الحديث :

1- قال النووي –رحمه الله -: فِيهِ فَضِيلَته - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-,

وَأَنَّ اللَّه خَتَمَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، وَأَكْمَلَ بِهِ شَرَائِع الدِّين

(3).

2- حاجة البشرية إلى بعثته - صلى الله عليه وسلم-؛

لإكمال الرسالات، وختم الشرائع.

3- أن الله - عز وجل- أرسل محمداً - صلى الله عليه وسلم-

للإنس والجن، من مبعثه إلى أن تقوم الساعة، ولذا جاءت

شريعته كاملة وشاملة، وصالحة لكل زمان ومكان إلى آخر الدهر.

4- أنه لا نبي بعد النبي - صلى الله عليه وسلم-، وبه يتبين كذب

كل من ادعى النبوة بعد بعثته، قديماً وحديثاً.

5- أن الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- منارات يُهْتَدَى بهم،

ودعاة خير يتأسى بهم، دينهم واحد وهو توحيد الله تعالى،

وإفراده بالعبودية، وإن اختلفت شرائعهم، فالواجب الإيمان بهم، ومحبتهم،

وقد نسخت جميع الشرائع بشريعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم-،

فلا سبيل إلى السعادة والفلاح في العاجل والآجل إلا بالإيمان

به ومحبته، واتباع هديه - صلى الله عليه وسلم-.

6- وَفِي الْحَدِيث ضَرْب الْأَمْثَال لِلتَّقْرِيبِ لِلْأَفْهَامِ.



المراجع :

(1) - صحيح البخاري، برقم: (3534), واللفظ له،

وصحيح مسلم، برقم: (2286).

(2) - شرح صحيح مسلم للنووي، 15/51-52.

(3) - شرح صحيح مسلم للنووي، 15/51. وفتح الباري لابن حجر

- (ج 10 / ص 341)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق