الجمعة، 2 نوفمبر 2018

مريضة نفسيًّا فهل أستطيع الزواج؟ (1)

مريضة نفسيًّا فهل أستطيع الزواج؟ (1)

أ. أريج الطباع

السؤال

السلام عليكم
أرجو منكم سرعةَ الرد قبل أنْ أتَّخذ قرارًا ربما أندمُ عليه؛ فالوقت ضيِّق.
أنا كنت مريضة نفسيَّة بأمراضٍ كثيرة؛ بالبداية اكتئاب، فرهاب،
وبعدَها وساوس بالأفكار، وانتقلت آخِر الأمر للفصام، أُعالَج بشكلٍ بسيط،
أتحسن قليلاً فأتوقَّف، تابعتُ مع مختص لمدَّة سنتين ولم ينفَعْ معي؛
بسبب عدم استِمراري على تناول الأدوية، شهرًا مثلاً وأتوقَّف،
حاليًّا شُخِّصت بثنائي القطب، خُطِبتُ، والناس في انتظار الرد سريعًا،
لست أدري هل أقبل أو لا؟ فأنا ليس عندي رغبة في الزواج ألبتَّة، م
ع أنَّ عُمري 22 عامًا، أمي
تُذكِّرني أنَّ أحدًا من أهلي لن يدومَ لي، وأبقَى تحت سُلطة إخواني
وضربهم لي بالمستقبل، وحتى لو لم تمتْ أمي أو أبي، فيكفي من هذا الحين
أنهم يتعبونني بالشتم والضرب والسُّخرية، كلَّما تحسَّنتُ أنتكسُ بسبَبِهم،
وأمِّي تقولُ: مواصفات الرجل المتقدِّم جيِّدة وسمعته طيِّبة، وأنِّي إذا لم
أتزوَّجْه فلعلِّي لا يأتيني أحدٌ بعده، ولو أتى أحدٌ بعدَه فلن يكونَ مثلَ هذا، لست
أدري ماذا أفعل؟

بكلِّ صراحةٍ أنا باردة عاطفيًّا، حتى إنِّي تعرفت على صديقة عن طريق
البريد الإلكتروني منذ سنةٍ ونصف، وهي تُحاول أنْ تُنمِّي فِيَّ
مشاعرَ الصداقة ولكن دُون جَدوَى، ليس عِندي مشاعرُ أبدًا،
وأكرَهُ الكل، لا أستطيعُ القيام بأيِّ عملٍ من أعمال البيت،
خُصوصًا أثناء نوبات الاكتئاب، ولا أتحرَّك ولا أستطيعُ الكلامَ بالصوت،
ومنعزلة بشكلٍ دائم، الآن مُتوقِّعه من نفسي انتكاسةً،
وفي هذا الأسبوع انتكستُ وتعبتُ بشدَّة، وعندما تتعب أعصابي
تظلُّ مشدودةً وأنهارُ بسرعةٍ، وأنفجرُ وأضربُ كلَّ شيءٍ،
وأجرَحُ نفسي؛ فجِسمي مُشوَّه ومليء بالجروح!

أنا حاليًّا لا أختلط بالناس إلا يوم السبت، وباقي أيَّام الأسبوع أظل
وحيدةً منعزلة، اشتركتُ في دورة في وقت العصر مدَّتها صغيرة
- لأنِّي أريدْ أنْ أحل مشكلة العُزلة - بنادي أعمال فنيَّة، لكنها لم تبدأ بعدُ،
وأظنُّ أنِّي سأنسَحِبُ منها؛ فأبغض شيءٍ عِندي الحركة أو القيام بأيِّ عملٍ،
رغم أنِّي كنتُ وأنا طفلة أعشقُ الرَّسم والقيام بأيِّ عملٍ.

خطيبي يأتيني كثيرًا وينتظر الرد بحرارة، وأنا بصراحةٍ لست أدري ماذا أقرِّر؟
وأشعر أنَّ الموضوع ليس حقيقيًّا، ولا أستطيع التفكير، سألتُ من
قبلُ: هل يصحُّ أن يتزوَّج المريض النفسي؟ فقالوا لي: لا بُدَّ من
التوضيح وبيان الحال للخطيب المتقدم، لكنَّ المشكلة أنَّهم يعرفون زميلةً
لي بالكليَّة، وكذلك يعرفون أقاربَ لنا من بعيدٍ، فلو أخبرتهم بالمرض ورفضوا مثلاً
سوف ينتشرُ خبرُ مرضي النفسي في الكلية وبين الأقارب، ولو أخبرته
ووافق، بالتأكيد سيسأل ويستشير أهلَه، وأنا لا أريد أنْ يعرف أهلَه
عن تعبي شيئًا، وأستطيع أنْ أُخفِي عنه الموضوعَ أثناء فترة الخطوبة؛
أُمثِّل مثلاً أنِّي أستحي وأتهرَّب من الزيارات والمكالمات؛ لكنْ بعد الزواج
كلُّ شيء سيتَّضح، خُصوصًا لو تكلمت بالأصوات دُون وعي؛
فأنا عندي (هلاوس) تنتابُني بعضَ الأيَّام، وسمعت أنَّ أغلب الأدوية النفسيَّة
لا تنفع للمتزوجين أو أثناء فترة الحمل.

بعد الاستخارة أشعُر بأنِّي ارتحتُ لهم، وأهلي كذلك، وسألوا عنهم،
وسُمعَتُهم طيِّبة، لكن داخليًّا عندما أتذكَّر حالي وما بي أشعُر أنِّي لا
أصلُح للزواج، ولم ولن أنتقل للعيش مع شخصٍ آخَر أبدًا مع زيادة المسؤوليَّات،
أريدُ أنْ أعيشَ طبيعيَّةً ولا ينقصني شيء، لكن لا أستطيع تقبُّل الزواج
وأخشى أنْ تنفذ أمي كلامها، قالت لي: إنْ رفضت هذا الخاطب سأقبل
بأيِّ خاطب بعده حتى ولو شخصًا سيئًا، ولا أريدُ الزواج.

أخشى أنْ أرفُض فأندَم، أو أنْ أُوافق فأندم، وخائفة جدًّا من المستقبل
بسبب ما تقوله أمي من فرضيات لو بقيت عانسًا للأبَد! عندها أظلُّ تحتَ
سُلطة أهلي وقسوتهم، أرجو أن أتزوَّج وأرتاح منهم، خُصوصًا عندما
يجبرونني على الخُروج من البيت، لكنِّي عند الانعِزال أرفُض الزواجَ بشدَّةٍ.

ملاحظة: الخاطب أكبر منِّي بـ10 سنوات، أهلي يُلِحُّون عليَّ بالموافقة،
وكلَّ يوم يعقدون لي محاضرات إقناع، والمنطق يقول لي: وافِقي،
لكنَّ نفسي تقول لي: لا تُوافقي.

لا نفسيًّا أرغَبُ في الزواج أو الحب أو المسؤوليَّة، ولا نفسي تسمح لي،
ولا أستمتع بأيِّ شيء أبدًا، ولا أتقبَّل أيَّ مشاعر من أحدٍ حتى الصداقة،
كنت سأُخطَبُ قبلَ سنوات وأجَّلت وقُلت: إلى أنْ أُعالَج، لعلِّي شُفِيتُ
من النوبات الذهنيَّة، فالهذيانات الآن أصبحت لا تأتيني بشكلٍ يومي،
لكنِّي أظلُّ متعبة.

ماذا أفعل والعُمر يمضي وخائفة من المستقبل؟
الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لأختصر عليك المشكلة، فهي تتلخَّص في جانبين:
• شُعورك بأنَّك نفسيًّا غير قادرةٍ على الزواج، رغم أنَّك منطقيًّا مقتنعة
بهذا الشخص، وكذلك تخشين من المستقبل لو رفضتِه.

• قلقُك من إخْباره بمرضِك؛ حتى لا ينتشر ذلك بِمُحيطِك، سواء الكليَّة والعائلة.
يتبع غداً - منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق