الخميس، 6 يونيو 2019

إنما ابتلانى ليرى صبرى


إنما ابتلانى ليرى صبرى

قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك ومعه ابنه محمد ,

وكان من أحسن الناس وجها , فدخل يوما على الوليد فى ثياب وشئ ,

وله غديرتان وهو يضرب بيده ,

فقال الوليد: هكذا تكون فتيان قريش. فعانه - حسده –

فخرج من عنده متوسنا , فوقع فى إسطبل الدواب ,

فلم تزل الدواب تطؤه بأرجلها حتى مات , ثم إن الأكلة وقعت فى

رجل عروة , فبعث إليه الوليد الأطباء ,

فقالوا: إن لم تقطعها , سرت إلى باقى الجسد فتهلك.

فعزم على قطعها , فنشرها بالمنشار ,

فلما صار المنشار إلى القصبة وضع رأسه على الوسادة ساعة ,

فغشى عليه , ثم أفاق والعرق يتحدر على وجهه وهو يهلل ويكبر,

فأخذها وجعل يقبلها فى يده , ثم قال: أما الذى حملنى عليك ,

إنه ليعلم أنى ما مشيت بك إلا حرام , ولا إلى معصية , ولا إلى

ما لا يرضى الله.

ثم أمر بها فغسلت وطيبت وكفتت من قطيفة ,

ثم بعث بها إلى مقابر المسلمين , فلما قدم من عند الوليد المدينة ,

تلقاه أهل بيته وأصدقاؤه يعزونه ,

فجعل يقول

{ لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا } الكهف(62)

ولم يزد عليه. قال ابن القيم: ولما أردوا قطع رجله ,

قالوا له: لو سقيناك شيئا كى لا تشعر بالوجع.

فقال: إنما ابتلانى ليرى صبرى ,

أفأعارض أمره؟!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق