الاثنين، 3 يونيو 2019

وما يدريك لعله آخر رمضان

وما يدريك لعله آخر رمضان

يا عباد الله، هذا شهرُكم قد بدأ في التناقص، ها هو موسمٌ
فلا حكمَ ينسل من بين أيديكم.

ألم تُعاهدوا ربَّكم أن تُروه خيرًا من أنفسكم في شهرٍ امتنَّ به عليكم، في شهر
أعطاكم ربُّكم فيه مِن المِننِ والخِصال ما يَغسِل غفلةَ شهورٍ مضت، ألم تَعقِدوا
النيَّة والعزمَ على عدم التفريط في هذه النعمة؟!

فما بالُكم؟! ماذا تفعلون؟! وبِمَ تُفرطون؟!

هل استشعرتُم نعمةَ الله عز وجل علينا أن أَمَدَّ في أعمارنا، وبلَّغنا هذا الشهر
المبارك، وغيرُنا تحت التراب، لو كان للموتى أُمنية، فستكون العودةَ للدنيا
لساعة أو لبعض ساعةٍ، ولكن ليستْ للهو ولا لقيلٍ وقال، ومتابعة ما يهم
وما لا يهم، بل لسجدةٍ وتسبيحةٍ، وطاعةٍ لله، لعلها تكون فيها النجاة!

فلنحمَد الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة أن بلَّغنا رمضانَ آخرَ، نستطيع
بِحُسن استغلاله في طاعة الله أن نَسعَدَ سعادة لا شقاءَ بعدها، وأي شقاء إن
فُزنا بالعتق مِن النيران الذي وعَدنا الله به في كل ليلة من ليالي رمضان،
واللهِ إنها لخسارة - وأي خسارة؟ - أن نَخرُجَ من هذا الشهر المبارك
ولم نَفُزْ بهذا الفضل العظيم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق