الأحد، 29 ديسمبر 2019

سلسلة أعمال القلوب (66)

سلسلة أعمال القلوب (66)

الطريق إلى اليقين:كيف نصل بأنفسنا إلى اليقين؟ كيف نتربى على اليقين؟..

كيف نرتقي بإيماننا إلى هذه المرتبة؟

أعظم ذلك: أن نعلم أن التوفيق بيد الله عز وجل، وأن المواهب بيده،

فما على العبد إلاّ أن يلتجأ إليه، وأن يصدق في الإقبال عليه، فيسأل

ربه قائماً، قاعداً أن يرزقه الإيمان الكامل، واليقين الجازم الراسخ الذ

لا يتزعزع. [انظر: مدارج السالكين 2/302] . ومع ذلك أيضاً يبذل الأسباب

التي توصله إلى هذه المرتبة، ومن هذه الأسباب:


* الثاني: مما يقوى اليقين في نفس الإنسان: دفع الواردات والخواطر

والأمور المنافية له: ولهذا كان جهاد الشيطان على مرتبتين اثنتين:

جهاده فيما يُلقيه من الشبهات والوساوس والخواطر المزعزعة لليقين، فهذا

لا يسلم منه إلا إذا دفعه العبد، وجاهد هذا الشيطان بدفع هذه الخواطر

والوساوس والشُبه، فلا يقرأ في كتب الشُبه، ولا يناقش أهل الشُبه، ولا

يسمع منهم، ولا يجعل قلبه عرضة لكل آسرٍ وكاسرٍ وقاطع طريق، فلا يدخل

في المنتديات في شبكة الإنترنت التي تُلقى الشُبه من قِبَل زنادقة، ومن قِبَل

ضُلال ممن ينتسبون إلى الإسلام، أو ينتسبون إلى غيره، فلا يجعل قلبه

عرضة لسهام هؤلاء، فقد يدخل فيه شئ ولا يخرج منه؛ ولذلك فإن

من الأمور المهمة التي تُعين العبد على الوصول لمرتبة اليقين هو أن يدفع

الخواطر والوساوس، وأسباب الشكوك والشبهات، فإذا دفع العبد الشُبه

عن قلبه، والشكوك والوساوس؛ فإن ذلك يورثه يقيناً، كما أنه إذا جاهد

الشيطان في باب الشهوات؛ فإن ذلك يُورثه صبراً كما قال شمس الدين

ابن القيم –رحمه الله-[ زاد المعاد 3/10] . ولهذا كانت الإمامة في الدين

تُنال بالصبر واليقين، فالصبر يدفع الشهوات والإرادات الفاسدة، واليقين

يدفع الشكوك والشبهات.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق