الاثنين، 13 أبريل 2020

العضّ والعظة



أخبرتني إحدى الصديقات عن موقف طريف لها مع أمها فقالت: في قريتنا تقام دروس خصوصية
لتعليم الأمهات (الأميّات) وكالعادة ذهبت أمي لحضور تلك الدروس وبعد عودتها إلى البيت قبل
صلاة المغرب بنصف ساعة وأخي الرضيع يبكي، أخذته أمي إلى حضنها ثم جلست بجانبي
وكنت أذاكر مادة اللغة العربية درس النحو، وما هي إلا لحظات حتى سمعت أمي تقول:
(وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك بالله) ثم نظرت إلى أمي فتعجبت لشأنها الغريب الذي لم أعهده عنها!
.. رأيتها تعضُّ أخي الرضيع بأسنانها على كتفه وتقول: (يا بنيّ لا تشرك بالله)
فكررت ذلك ثلاث مرات حتى انفجر أخي من البكاء، ثم قلت لأمي متعجبة ومستغربة:
يا أماه لماذا تصنعين بأخي هكذا؟ فقالت: اليوم علّمتنا المعلمة نصائح لقمان الحكيم لابنه،
فأحببت أن أقتدي بلقمان كما شاهدت وسمعت!.. عند ذلك انفجرت بالضحك على التعليم المدهش
والاقتداء الخاطئ الذي يُضحك!.. ثم وضحت لأمي وشرحت لها مفهوم الآية مع النطق الصحيح لكلمة
(يعظه) لكنّ أمي هداها الله ظلت متمسكة بما تعلمته وفهمته من معلمتها منزّهة إياها عن الخطأ
ومدّعية أني لم أفهم وصية لقمان لابنه وأنّ كلمة (يعظه) أي يَعُضُّهُ بأسنانه وليست (يعظه المأخوذة من الوعظ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق