السبت، 11 أبريل 2020

ليتني لم أفعل


ليتني لم أفعل

يمتاز والدي – حفظه الله- بالصبر وسعة البال فاستغلّت أمي (حفظها الله)
هذه الصفة وكانت دائماً ما ترد اللوم عليه في أي قضية أسرية وتعاتبه وتوبّخه أحياناً،
وذات يوم وبخته وعاتبته عتاباً شديداً بشأن قضية صغيرة لا تستحق ولم يكن لأبي أي شأن بها!
.. فتبسّم في وجهها وصعد إلى السطح فاستغللت الفرصة لأنتصر لأبي المظلوم،
فجادلت والدتي في الموضوع وصارحتها بخطئها وأنها تظلم أبي دائماً وأنها وأنها ... الخ،
فشعرت بالخجل وندمت على فعلها، وخرجت مهرولاً إلى أبي، وبشّرته بأني كنت لأمي هذه المرة
بالمرصاد وأني جادلتها وأنها هي المخطئة، كنت أروي لأبي بطولاتي في الذود عنه
وأنا أنتظر من قسمات وجهه ابتسامة تشجيع! .. وإذا به يطأطئ رأسه فجأة ويقول لي بصوت حزين
(الله المستعان يا ولدي.. كنت أحسبك ولداً باراً بأمك وخاصة وأنت تقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي يقول فيه أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك) أوصى بطاعة الأم ثلاث مرات مؤكدة وأوصى بي مرة
واحدة فلماذا فعلت فعلتك ومن قال لك أني بحاجة إليك ألا تعرف فضل الأم؟!..
وأخذت كلماته تلذعني وأنا مرتبك جداً ومحرج!.. أحملق فيه بعين ملؤها الندم على
ما فعلته مع أمي والعين الأخرى ملؤها الإعجاب بأبي الفاضل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق