الاثنين، 27 يوليو 2020

زوجي مريض بمرض الغيرة

زوجي مريض بمرض الغيرة

زوجي مريض بمرض الغَيْرة المَرَضية، وفي حالة متقدمة جدّاً، ولم أعرف

بهذا الأمر إﻻ منذ شهر؛ حين اتصلتُ على مركز التنمية الأسرية. هو يحاول

بكل السبل أن يطلقني ويأخذ الأوﻻد مني ويسفِّرني إلى سورية، وأنا خائفة

جدّاً إذا تمَّ الطلاق؛ فعائلتي تنحدر للضياع وخائفة جدّاً على الأوﻻد، وهو

صعب جدّاً، ومستحيل التفاهم معه. يقول لي: تعالي لنتفاهم، والتفاهم فقط

بأن أترك الأوﻻد، وأحكي أمام الناس أن خلقي سيّىء معه، وأتركهم وأرحل

بهدوء، وأنا أقول له: هذا قرارك وليس تفاهماً، إذا أحببت نتفاهم أُدخل طرفًا

ثالثاً طبيباً نفسياً أو مستشاراً اجتماعياً، وأنا موافقة على الذي يقترحه.

ولكنه صار يقول لي: أنا من أحتاج العلاج، يا... وأخذ يكبِّر الكلام. قلت له:

فقط استشارة.

هو عنده هوس العظمة، مستحيل أن يرضى بالذهاب إلى طبيب نفسي.

وعندما قلت لصديق له ليتدخل في المشكلة، قال لي: مستحيل جدّاً أن أقدر

على أخذه إلى الطبيب، وبعدها سيكرهني وأصير عدوه.

أنا في الغربة، وليس لي أحد هنا، وحالة زوجي كل يوم أسوأ من قبل،

وخائفة أن يطلقني ويرميني خارج البيت، هذا ما قال إنه يريده، والأولاد

يتأثرون كثيراً من المشاكل.

هل عندكم حلٌّ أو طريقة أرشدوني جعلها الله في موازين حسناتكم؟

المعـالجة

• المستشارة: أ. سحر المصري رحمها الله

أختي الفاضلة حفظكِ الله ورعاكِ:

إن كان زوجك - كما تقولين - ذا شخصية متسلِّطة، فمعنى هذا أن التعامل

معه صعب جدّاً؛ لأنه يعتبر نفسه مركز الكون، ولا يتحاكم لأحد، وينفِّذ ما

يريد فقط، ولعلَّ عدم الثقة والشك ينبثقان من هذه الشخصية، وإن كان

يرفض أن تتحاكما لمصلِح أُسري فهل يرفض كذلك إن كان الشخص شيخاً

أو رجلاً حكيماً في العائلة يثق به؟

لربما يعيش زوجك ضغوط النزوح والمسؤوليات التي لا يستطيع تأمينها،

وبالتالي يرمي همَّه عليك (ويفشّ) خلقه فيك؛ لأنكِ بالنسبة

له الحلقة الأضعف!

أتوقَّع أن الحوار مستحيل بينكما، ولكن لا ضير في المحاولة من جديد،

أخبريه أنكِ تريدين مصلحته ومصلحة الأولاد الذين يعانون من المشاكل،

أخشى أنه أحياناً يحتاج الزوج ليرى قوة في الزوجة وتمرر له تهديداً

بالفراق ليستقيم، ولكن في حالتكِ هو مَن يريد الفراق فلن ينفع معه التهديد!

أعيدي التفكير في شخصيته، فلا بدَّ وأنكِ كشفتِه خلال سنوات العيش معه،

ما الذي يليِّن قلبه؟ مَن الذي يعمل له اعتبارًا؟ ماذا يحب؟ وماذا يكره؟

وحاولي إرضاءه وانظري رَدَّة فعله، كما أنصحكِ بأن تدفعي أولادكِ إليه

ليُلاطفوه ويقدِّموا له الحنان لعله يهدأ، خففي الضغط والتصادم معه،

والزمي الصمت لفترة، وانظري هل ينفع معه ذلك؟

أحياناً يكون (التخاصم) سببه أمر يريده الزوج ولكنه لا يعبِّر عنه، كالعلاقة

الحميمية أو الاهتمام أو غير ذلك، فادرسي وضعك جيداً، وانظري في أمرك

لتعرفي ما الذي يفتقده ولا تقدمينه له؟!

ولا تنسي اللجوء إلى الله تعالى بإلحاح ليهديك إلى ما فيه خيرك ورضاه

سبحانه، عفِّري الجبين واطلبي الهداية، وأكثري من الذكر

والاستغفار ليطمئن قلبك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق