الخميس، 9 يوليو 2020

من علامات العارف بالله


من علامات العارف بالله


*قال ابن القيم :رحمه الله*

*من علامات العارف بالله : أنه لا يطالب ولا يخاصم،

ولا يعاتب، ولا يرى له على أحد فضلًا، ولا يرى له على أحد حقًا .*

* ومن علاماته : أنه لا يأسف على فائت، ولا يفرح لآت؛ لأنه ينظر

إلى الأشياء بعين الفناء والزوال؛ لأنها في الحقيقة كالظلال والخيال .*

*قال الجنيد : لا يكون العارف عارفًا حتى يكون كالأرض يطؤها البر

والفاجر، وكالسحاب يظل كل شيء، وكالمطر يسقي ما يحب وما لا يحب .*

* وقال يحيى بن معاذ : يخرج العارف من الدنيا ولم يقض وطره من شيئين

: بكاء على نفسه، وثناء على ربه، وهذا من أحسن الكلام، فإنه يدل على

معرفته بنفسه وعيوبه وآفاته، وعلى معرفته بربه وكماله وجلاله،

فهو شديد الإزراء على نفسه، لهج بالثناء على ربه .*

* ومن علامات العارف : أن يعتزل الخلق بينه وبين الله، حتى كأنهم أموات

لا يملكون له ضرًا ولا نفعًا، ولا موتًا ولا حياة ولا نشورا، ويعتزل نفسه بينه

وبين الخلق، حتى يكون بينهم بلا نفس، وهذا معنى قول من قال :

العارف يقطع الطريق بخطوتين : خطوة عن نفسه، وخطوة عن الخلق .*

* وقيل : العارف ابن وقته، وهذا من أحسن الكلام وأخصره، فهو مشغول

بوظيفة وقته عما مضى، وصار في العدم، وعما لم يدخل بعد في الوجود،

فهمه عمارة وقته الذي هو مادة حياته الباقية .*

ومن علاماته : أنه مستأنس بربه، مستوحش ممن يقطعه عنه، ولهذا قيل :

العارف من أنس بالله، فأوحشه من الخلق، وافتقر إلى الله فأغناه عنهم،

وذل لله فأعزه فيهم، وتواضع لله فرفعه بينهم، واستغنى بالله فأحوجهم إليه

*[ مدارج السالكين ٤ / ٢٦٦ - ٢٦٧ ]*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق