السبت، 16 يناير 2021

فوائد

 

فوائد

قيل لحاتم الأصم :
مالنا نستمع ولا ننتفع ؟

قال :
بخلال خمسة فيكم :
ما أنعم الله عليكم لم تشكروا ،
وما علمتم من العلم لم تعلموا ،
وبمن صحبتم من الأخيار لم تقتدوا ،
وفيما دفنتم من الأموات لم تعتبروا ،
وعما أذنبتم إليه لم تتوبوا .


عن أبي نصر الحدادي صاحب البساطين أنه قال :
يقول الجوزجاني :
أصل التوبة خمسة أشياء :

الندامة بالقلب مع الاستغفار باللسان ،
وإصلاح الأمور في موافقة القرآن ،
ومجاهدة النفس في مرضاة الرحمن ،
ومفارقة الإخوان الذين هم حزب الشيطان ،
والخوف الدائم على ما مضى من العصيان .


عن أبي عثمان أنه قال :
قال شاه :

إذا صحح العبد مقام التوبة نقل إلى مقام الخوف ،
ثم إلى مقام الرجاء ، ثم إلى مقام الصالحين ،
ثم إلى مقام المريدين ، ثم إلى مقام المطيعين ، ثم إلى مقام المحبين ،
ثم إلى مقام المشتاقين ، ثم إلى مقام الأولياء ، ثم إلى مقام المقربين .


قال بعض المفسرين :
الذنوب كلها على ثلاثة أوجه :

ذنب بينك وبين الحق ،
وذنب بينك وبين الخلق ،
وذنب في ترك الأوامر .
فالتوبة في الكل الرجوع من الكل ، والتضرع والابتهال ،
وتقديم أمر الله ، حتى يأتيك اليقين .


في الزبور :
وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام -:

أنا الله معطي كل سائل ، وغافر كل مستغفر ، وصريخ كل مستصرخ ،
وكاشف كل مكروب ، ومحب كل تائب . فأحب التائبين . وبشر المحسنين ،
وأنذر الخاطئين.


قال –عليه الصلاة والسلام :

( لو عملتم بالخطايا حتى تبلغ السماء ،
ثم تبتم تاب الله عليكم )


رواه الحاكم في المستدرك وحسنه الألباني .

قال أبو طالب المكي رحمه الله :
لقد حصرت الذنوب من أقوال الصحابة فوجدتها

أربعة في القلب وهي :
الإشراك بالله ،
والإصرار على المعصية ،
والقنوط من رحمة الله ،
والأمن من مكر الله


وأربعة في اللسان وهي :

شهادة الزور ،
وقذف المحصنات ،
واليمين الغموس ،
والسحر
فالسحر لا يقتصر على اللسان ، بل تشترك الجوارح في عمله .


وثلاثة في البطن وهي :

شرب الخمر ،
وأكل مال اليتيم ،
وأكل الربا .


واثنين في الفرج :

الزنا
اللواط


واثنين في اليدين :

القتل
السرقة.


وواحدًا في الرجلين وهو :

الفرار من الزحف

وواحدًا يتعلق بجميع الجسد وهو عقوق الوالدين].

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
[ التوبة النصوح أن يتوب ثم لا يعود ]

وقال أيضا :

[ باب التوبة مفتوح ، وهي مقبولة من كل أحد إلا من ثلاثة :
إبليس رأس الكفرة ،
وقابيل بن آدم رأس الخطائين ،
ومن قتل نبيا من الأنبياء ].


روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه
أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم قال :

( قال إبليس أي رب لا أزال أغوي بني آدم
ما دامت أرواحهم في أجسادهم ،
فقال الرب عز وجل : لا أزال أغفر لهم ما استغفروني )

أخرجه أحمد والحاكم .

قال أبو حامد الغزالي رحمه الله :

[ حقيقة التوبة الرجوع إلى الله بالتزام فعل ما يحب ، وترك ما يكره ،
فهي رجوع من مكروه إلى محبوب ، فالرجوع إلى المحبوب جزء مسماها ،
والرجوع عن المكروه الجزء الآخر ].


فوائد من كتاب التوبة من المعاصى والذنوب
لمصطفى شيخ إبراهيم حقي - الجزء الثاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق