الاثنين، 11 يناير 2021

انت مكلف بالسير لا بالوصول

 انت مكلف بالسير لا بالوصول



بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى يثرب لم يتبقى في مكة إلا عدد قليل من المسلمين

لم يهاجروا لمرضهم وكبر سنهم وكان من بين هؤلاء الصحابة الذين حبسهم المرض

وكبر السن الصحابي الجليل " ضمرة بن جندب ''

لم يستطع أن يتحمل مشقة السفر وحرارة الصحراء فظل في مكة مرغماً

ولكنه رضي الله عنه لم يتحمل البقاء بين ظهراني المشركين

فقرر أن يتحامل على نفسه ويتجاهل مرضه وسنة وبالفعل

خرج ضمرة بن جندب رحمه الله وتوجه إلى يثرب

وأثناء سيره في الطريق اشتد عليه المرض فأدرك أنه الموت وأنه لن يستطيع الوصول

فوقف رحمه الله وضرب كف على كف وقال وهو يضرب الكف الأولى

اللهم هذه بيعتي لك ثم قال وهو يضرب الثانية وهذه بيعتي لنبيك ثم سقط ميتا

فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بما حدث لضمرة

ثم نزل قول الله تعالى :

{ ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺨْﺮُﺝْ ﻣِﻦ ﺑَﻴْﺘِﻪِ ﻣُﻬَﺎﺟِﺮًﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﺛُﻢَّ ﻳُﺪْﺭِﻛْﻪُ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕُ

ﻓَﻘَﺪْ ﻭَﻗَﻊَ ﺃَﺟْﺮُﻩُ ﻋَﻠﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻏَﻔُﻮﺭًﺍ ﺭَّﺣِﻴﻤًﺎ }

النساء - 100

فجمع النبي أصحابه واخبرهم بشأن ضمرة وقال حديثه الشهير الذي هو الحديث الأول في الأربعين النووية :

( إنما الأعمال بالنيات ... )

فحاز ضمرة شرف لم يحزه غيره بأن نزل فيه قرآن وسنة رغم كونه لم يصل إلى المدينة

الطريق الى الله طويل ولا يشترط أن تصل إلى آخره

المهم أن تموت وأنت فيه العمل مع الله لا يشترط فيه أن تصل للهدف

ولكن يكفيك ان تموت وانت تعمل وتسير في الطريق إليه ما دامت نيتك لله

حافظوا على مسيركم إلى الله فالقلوب ضعيفة والفتن خطافة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق