الأحد، 28 فبراير 2021

في اختبار شدة ذكاء الإمام الشافعي

 
في اختبار شدة ذكاء الإمام الشافعي



يحكى أن كان هناك مجموعة من العلماء يحقدون على الإمام الشافعي ،

ويدبرون له المكائد عند الأمراء، فاجتمعوا وقرروا أن يجمعوا له العديد

من المسائل الفقهية المعقدة لاختبار ذكائه ،



فاجتمعوا ذات مرة عند الخليفة الرشيد” الذي كان معجبًا بذكاء الشافعي

وعلمه بالأمور الفقهية ” وبدأوا بإلقاء الأسئلة، الفتاوى

في حضور الرشيد ……



_وسُئل : شرب مسلمان عاقلان الخمر، فلماذا يقام الحد على أحدهما

ولا يقام على الآخر ؟

فأجاب إن أحدهما كان صبيًا و الآخر بالغًا .



_وسُئل: زنا خمسة أفراد بامرأة , فوجب على أولهم القتل ، و ثانيهم

الرجم ، وثالثهم الحد و رابعهم نصف الحد ، و آخرهم لا شيء ؟



فأجاب: استحل الأول الزنا فصار مرتدًا فوجب عليه القتل , والثاني

كان محصنًا، والثالث غير محصن، والرابع كان عبدًا، والخامس مجنونًا



_ وسُئل: رجل صلى ولما سلّم عن يمينه طلقت زوجته ! و لما سلم

عن يساره بطُلت صلاته! و لما نظر إلى السماء وجب عليه دفع

ألف درهم ؟



فقال الشافعي : لما سلّم عن يمينه رأى زوج امرأته التي تزوجها في

غيابه ، فلما رآه قد حضر طلقت منه زوجته ، ولما سلم عن يساره رأى

في ثوبه نجاسة فبطلت صلاته، فلما نظر إلى السماء رأى الهلال وقد ظهر

في السماء وكان عليه دين ألف درهم يستحق سداده في أول الشهر .



_ وسُئل: ما تقول في إمام كان يصلي مع أربعة نفر في مسجد فدخل

عليهم رجل ، ولما سلم الإمام وجب على الإمام القتل وعلى المصلين

الأربعة الجلد و وجب هدم المسجد على أساسه ؟



فأجاب الشافعي : إن الرجل القادم كانت له زوجة و سافر وتركها في بيت

أخيه فقتل الإمام هذا الأخ ، وادعى أن المرأة زوجة المقتول فتزوج منها ،

و شهد على ذلك الأربعة المصلون ، وأن المسجد كان بيتًا للمقتول ،

فجعله الإمام مسجدًا !



_ وسُئل: ما تقول في رجل أخذ قدح ماء ليشرب، فشرب حلالاً وحُرّم عليه

بقية ما في القدح ؟



فأجاب: إن الرجل شرب نصف القدح فرعف أي(نزف في الماء المتبقي) ،

فاختلط الماء بالدم فحُرّم عليه ما في القدح !



_ وسُئل: كان رجلان فوق سطح منزل , فسقط أحدهما فمات فحرمت

على الآخر زوجته ؟

فكر قليلاً:فأجاب : أن الرجل الذي سقط فمات كان مزوجًا ابنته من عبده

الذي كان معه فوق السطح فلما مات أصبحت البنت تملك ذلك العبد

الذي هو زوجها فحرمت عليه .



إلى هنا لم يستطع الرشيد الذي كان حاضرًا تلك المساجلة أن يخفي

إعجابه بذكاء الشافعي وسرعة خاطرته وجودة فهمه وحس إدراكه وقال

لبني عبد مناف فقد بينت فأحسنت وعبرت فأفصحت وفسرت فأبلغت .



فقال الشافعي: أطال الله عمر أمير المؤمنين ، إني سائل هؤلاء العلماء

مسألة ، فإن أجابوا عليها فالحمد لله ، وإلا فأرجو أمير المؤمنين أن يكف

عني شرهم فقال الرشيد . لك ذلك وسلهم ما تريد يا شافعي . فقال

الشافعي : مات رجل وترك 600 درهم ، فلم تنل أخته من هذه التركة

إلا درهمًا واحدًا، فكيف كانا الظرف في توزيع التركة ؟ ؟

فنظر العلماء بعضهم إلى بعض طويلاً ولم يستطع أحدهم الإجابة على

السؤال ، فلما طال بهم السكوت، طلب الرشيد من الشافعي الإجابة .



فقال الشافعي : مات هذا الرجل عن ! ابنتين وأم و زوجه واثني عشر

أخًا وأخت واحدة، فأخذت البنتان الثلثين وهي 400 درهم ، وأخذت الأم

السدس وهو 100 درهم، وأخذت الزوجة الثمن وهو75 درهم، وأخذ

الاثنا عشر أخا 24 درهمًا فبقي درهم واحد للأخت فتبسم الرشيد وقال :

أكثر الله في أهلي منك ، وأمر له بألفي درهم فتسلمها الشافعي

و وزعها على خدم القصر .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق