الاثنين، 22 أغسطس 2022

كونوا ربانيين

كونوا ربانيين



انقضاء رمضان لا يعني انتهاء العبادة؛ فإذا انتهى رمضان وزال؛ فإن رب

رمضان لا يزول ولا يحول، وإن كان رمضان مضى وفات؛

فإن رب رمضان هو الحي الذي لا يموت



انتهاء رمضان لا يعني نهاية الصوم والقيام وصحبة القرآن، فإذا كان صوم

الفريضة وقيام رمضان قد تم؛ فإن صيام النوافل وقيام الليل لم ينته، وقد قال

ﷺ: (أَفْضَلُ الصِّيامِ بَعْدَ رَمَضانَ شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ

الفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ)، وإن القرآن لن يهجر؛ فهو دستور الله للعباد

على مدار الأوقات والأيام والأزمان.



فانقضاء رمضان لا يعني أن يعود الإنسان إلى سابق عهده قبله وسالف

ذنبه، ويطلق سمعه وبصره ولسانه، ويظهر سيء خلقه؛ فإن النكوص

والارتداد على الأعقاب بعد زمن الطاعة من علامات الرد وعدم القبول،

وبئس العبد عبد لا يعرف ربه إلا في رمضان!



واصلوا طاعاتكم، وتابعوا قرباتكم، فإن من علامات قبول الطاعةِ الطاعةُ

بعدها، فلا يكن آخر العهد بالقرآن ختمة رمضان، ولا بالقيام آخر ليلة من

لياله، ولا بالجود والكرم والأعمال الصالحة آخر يوم فيه، بل شمروا

واستقيموا على ما كنتم فيه في رمضان {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا

تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة

التي كنتم توعدون}.



فكونوا ربانيين ولا تكونوا رمضانيين، ولا تقطعوا طاعاتكم وعباداتكم،

وإن *(أحبَّ الأعمالِ إلى الله أدومُها وإن قَلَّ)*.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق