الخميس، 15 سبتمبر 2022

الصلاتان اللتان يمكن الجمع بينهما

الصلاتان اللتان يمكن الجمع بينهما


الصلاتان اللتان يمكن الجمع ‏بينهما، هما اللتان تكون كل واحدة ‏منهما غير
مقصود لذاتها، وإنما ‏المقصود شغل الوقت بالصلاة كتحية ‏المسجد،
وسنة الوضوء.

أو تكون إحداهما غير مقصودة ‏لذاتها، والأخرى مقصودة لذاتها، ‏فيجوز
الجمع بينهما إذا نويت ‏الصلاة المقصودة لذاتها، ويحصل
‏أجر الصلاتين كالراتبة، وتحية ‏المسجد.

جاء في الموسوعة الفقهية:
إِنْ ‏أَشْرَكَ عِبَادَتَيْنِ فِي النِّيَّةِ، فَإِنْ كَانَ ‏مَبْنَاهُمَا عَلَى التَّدَاخُل كَغُسْلَيِ
الْجُمُعَةِ، ‏وَالْجَنَابَةِ، أَوِ الْجَنَابَةِ، وَالْحَيْضِ؛ أَوْ ‏غُسْل الْجُمُعَةِ، وَالْعِيدِ؛
أَوْ كَانَتْ ‏إِحْدَاهُمَا غَيْرَ مَقْصُودَةٍ كَتَحِيَّةِ ‏الْمَسْجِدِ، مَعَ فَرْضٍ، أَوْ سُنَّةٍ أُخْرَى،
‏فَلاَ يَقْدَحُ ذَلِكَ فِي الْعِبَادَةِ؛ لأِنَّ مَبْنَى ‏الطَّهَارَةِ عَلَى التَّدَاخُل، وَالتَّحِيَّةُ ‏وَأَمْثَالُهَا
غَيْرُ مَقْصُودَةٍ بِذَاتِهَا، بَل ‏الْمَقْصُودُ شَغْل الْمَكَانِ بِالصَّلاَةِ، ‏فَيَنْدَرِجُ فِي غَيْرِهِ،
أَمَّا التَّشْرِيكُ بَيْنَ ‏عِبَادَتَيْنِ مَقْصُودَتَيْنِ بِذَاتِهَا كَالظُّهْرِ، ‏وَرَاتِبَتِهِ، فَلاَ يَصِحُّ
تَشْرِيكُهُمَا فِي نِيَّةٍ ‏وَاحِدَةٍ؛ لأِنَّهُمَا عِبَادَتَانِ مُسْتَقِلَّتَانِ، لاَ ‏تَنْدَرِجُ إِحْدَاهُمَا
فِي الأْخْرَى. اهــ.‏
‏ إذا تبين هذا، فإن صلاة الاستخارة ‏ليست مقصودة بذاتها، فيجوز
الجمع ‏بينها، وبين صلاة أخرى فريضة، أو ‏نافلة راتبة، أو غير راتبة،
قال الإمام النووي في الأذكار (ص: 120): "قال العلماء : تستحب الاستخارة بالصلاة والدعاء المذكور ، وتكون الصلاة ركعتين من النافلة ، والظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب ، وبتحية المسجد
وغيرها من النوافل." انتهى

ومثلها تحية المسجد، وصلاة ‏الحاجة، كما بيناه في الفتوى رقم: ‏‏164347،
ومثلها ركعتا الدخول ‏والخروج من المنزل، تحصل ‏بركعتي فرض، أو نفل،
كما بيناه في ‏الفتوى رقم: 99393 ، ومثلها سنة ‏الوضوء، فهي من السنن
غير ‏المقصودة لذاتها، ومن ثم فإنها ‏تندرج في غيرها بحيث يصح ‏التشريك
في النية بينها، وبين غيرها ‏من الصلوات، فمن صلى ركعتين ‏بنية تحية
المسجد، وسنة الوضوء ‏أجزأه ذلك، كما بيناه في الفتوى ‏رقم: 129438 ،
وكذا التنفل ‏المطلق بين الأذان، والإقامة ( بين ‏كل أذانين صلاة ) والركعتان
قبل ‏العشاء، وقبل المغرب هو من النفل ‏المطلق، ويصح أن يجمع معه
نية ‏صلاة أخرى؛ وانظر الفتوى رقم: ‏‏154861 في شرح حديث:
بين كل ‏أذانين صلاة.‏

وصلاة التسابيح أربع ركعات، ولها ‏صفة خاصة، وهي من النفل المطلق ‏كما
صرح به فقهاء الشافعية، والذي ‏يظهر أنه لا مانع من التشريك بينها، ‏وبين
صلاة أخرى كتحية المسجد، ‏ولا نعلم أن التسابيح تصلى ركعتان، ‏ولا أن أحدا
من أهل العلم قال بهذا؛ ‏وانظر الفتوى رقم: 2501 عن ‏صلاة التسابيح...
ماهيتها... وحكم ‏أدائها.‏

وأما قيام الليل: فهو مقصود لذاته، ‏فلا يجمع بينه، وبين صلاة
أخرى ‏مقصودة لذاتها كسنة العشاء، كما ‏بيناه في الفتوى رقم: 93075. ‏

وصلاة الضحى مقصودة لذاتها، فلا ‏تجمع مع صلاة أخرى مقصودة ‏لذاتها
كسنة الفجر، إذا صليت قضاء. ‏وكذا سنة أربع ركعات قبل العصر، ‏فهي صلاة
مقصودة لذاتها، لا سيما ‏وأن بعض الفقهاء عدها من السنن ‏الرواتب،
فلا يشرك بينها، وبين ‏صلاة أخرى مقصودة لذاتها كقضاء ‏
راتبة الظهر مثلا.
‏ ‏والله أعلم.‏

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق