الجمعة، 2 ديسمبر 2022

ايمانيات 30

ايمانيات 30


مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة وهي تبكي ابنا لها بجوار قبره , فقال لها : اتق الله واصبري , فقالت : إليك عني , إنك لم تصب بمصيبتي - ولم تكن تعرفه - , فقيل لها انه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذهبت إلى بيته ولم تجد عليه بوابين , فقالت : لم أعرفك , قال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى ..

إنها قاعدة أخرى جيدة جدا لنا وللجميع عند المصائب والآلام والأحزان , الصبر عند الصدمة الأولى , وفي اللحظة الأولى يتبين الصادق من الدعي .

وكجائزة للصادقين الصابرين علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الدعاء الكريم المبارك إذ قال صلى الله عليه وسلم " ما من عبد تصيبه مصيبه فيقول قدر الله وما شاء فعل اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرا منها , إلا اجره الله فيها وأخلفه خيرا منها " , قال العلماء : إن هذا الدعاء لم يخلف أبدا مع داع دعاه من قلبه بإخلاص , وحكي أهل العلم عنه حكايات طويلة هي في مجموعها جائزة حقيقية لمن صبر عند الصدمة الأولى واسترجع ودعا ربه .

بل إن الصالحين ليقلبون لحظات الألم والكدر رقيا وسموا وروحانية , إنهم يتخذونها لحظات عبودية , فيعلمون أنه لا ينجيهم من مصائبهم إلا الله , وأنه ليس قادرعلى أن يذهب الآلام إلا الله , وإنه ليس بمقدور أحد أن يمنح القوة أمام البلاء إلا الله سبحانه .

فعندئذ عادوا إليه , ولجأوا إليه , فتراهم سجدا , ركعا , بكيا , بين يدي ربهم , يتقربون ويتذللون ويتوبون ويدعون آناء الليل وأطراف النهار .

فتصير لحظات الآلام بالنسبة لهم مطهرة ومنجاة وتوبة وتنقية وتصفية , حتى إن أحدهم كانت تصيبه المصيبة فيبتسم ويُسر ويخرج إلى الناس بثوب حسن وعطر حسن وبسمة تعلو وجهه , شاكرا حامدا .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق