ايمانيات 30
مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة وهي تبكي ابنا لها بجوار قبره ,
فقال لها : اتق الله واصبري , فقالت : إليك عني , إنك لم تصب بمصيبتي - ولم
تكن تعرفه - , فقيل لها انه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذهبت إلى
بيته ولم تجد عليه بوابين , فقالت : لم أعرفك , قال : إنما الصبر عند
الصدمة الأولى ..
إنها قاعدة أخرى جيدة جدا لنا وللجميع عند المصائب والآلام والأحزان ,
الصبر عند الصدمة الأولى , وفي اللحظة الأولى يتبين الصادق من الدعي .
وكجائزة للصادقين الصابرين علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الدعاء
الكريم المبارك إذ قال صلى الله عليه وسلم " ما من عبد تصيبه مصيبه فيقول
قدر الله وما شاء فعل اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرا منها , إلا اجره
الله فيها وأخلفه خيرا منها " , قال العلماء : إن هذا الدعاء لم يخلف أبدا
مع داع دعاه من قلبه بإخلاص , وحكي أهل العلم عنه حكايات طويلة هي في
مجموعها جائزة حقيقية لمن صبر عند الصدمة الأولى واسترجع ودعا ربه .
بل إن الصالحين ليقلبون لحظات الألم والكدر رقيا وسموا وروحانية , إنهم
يتخذونها لحظات عبودية , فيعلمون أنه لا ينجيهم من مصائبهم إلا الله , وأنه
ليس قادرعلى أن يذهب الآلام إلا الله , وإنه ليس بمقدور أحد أن يمنح القوة
أمام البلاء إلا الله سبحانه .
فعندئذ عادوا إليه , ولجأوا إليه , فتراهم سجدا , ركعا , بكيا , بين يدي
ربهم , يتقربون ويتذللون ويتوبون ويدعون آناء الليل وأطراف النهار .
فتصير لحظات الآلام بالنسبة لهم مطهرة ومنجاة وتوبة وتنقية وتصفية , حتى إن
أحدهم كانت تصيبه المصيبة فيبتسم ويُسر ويخرج إلى الناس بثوب حسن وعطر حسن
وبسمة تعلو وجهه , شاكرا حامدا .
الجمعة، 2 ديسمبر 2022
ايمانيات 30
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق