الجمعة، 2 ديسمبر 2022

المرء حيث يجعل نفسه

المرء حيث يجعل نفسه


كان كافور وصاحبه عبدين أسودين , فجيء بهما إلى قطائع ابن طولون

حاضرة الديار المصرية وقتئذ ليباعا في أسواقها , فتمنى صاحبه أن يباع

لطباخ حتى يملأ بطنه بما يشاء, وتمنى كافور أن يملك هذه المدينة , ليحكم

وينهى ويأمر , وقد بلغ كل مناه , فبيع صاحب كافور لطباخ , وبيع كافور

لأحد القواد المصريين , فأظهر كفاءة واقتدارا , ولما مات مولاه , قام مقامه ,

واشتهر بذكائه , وكمال فطنته , حتى صار رأس القواد , صاحب الكلمة عند

الولاة , وما زال يجد ويجتهد حتى ملك مصر , والشام , والحرمين , ثم مر

يوما بصاحبه , فرآه عند طباخ بحالة سيئة , فقال لمن معه : " لقد قعدت

بهذا همته , فكان كما ترون , وطارت بي همتي , فكنت كما ترون ,

ولو جمعتني وإياه همة واحدة , لجمعنا عمل واحد " .



ولله در عمرو بن العاص حيث قال : " المرء حيث يجعل نفسه :

إن رفعها ارتفعت , وإن وضعها اتضعت " .

" المفرد العلم " لأحمد الهاشمي (ص77-78) .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق