الخميس، 29 ديسمبر 2022

 البنت الكبرى.. شريكة في تربية إخوتها الصغار

 البنت الكبرى.. شريكة في تربية إخوتها الصغار


عندما بلغت ابنتي من العمر خمس سنوات، بدأت أعلمها كيف تعتمد على

نفسها في تسريح شعرها واختيار ملابس الروضة وتجهيزها من المساء

وإعداد حقيبتها بنفسها وكتابة واجباتها بمفردها مع متابعة مني ومكافآت

وأحضان، كما بدأت تساعدني في غسيل السجاد وتنظيف غرفتها (طبعا كانت

في البداية تلعب أكثر مما تنظف)، وبعد عام مليء بالصبر والشكر والمكافأة

أصبحت ابنتي صديقتي ومساعدتي، وبدأت هي تعلم أختها الصغيرة (عمرها

سنتين ونصف) كبف تعتمد على نفسها في ارتداء ملابسها ودخول الحمام

واختيار تسريحة شعرها، وهذا خفف عني حملاً كبيرًا، ورزقني الله بمولودة

ثالثة؛ فكانت الكبرى تساعدني في رعايتها مع بعض المعاونة البسيطة من

أختها الوسطى، وهذا علَّم ابنتي الكبرى فنون إدارة المنزل، لدرجة أنها في

أحيان كثيرة تعرض عليّ أفكارًا جميلة في نظافة البيت

وتغيير نظام الأثاث وطهي الطعام...



توفي والدي وأنا صغيرة، كنت يومها ١١ سنة، وكنت أكبر إخوتي الخمسة،

فجعلتني أمي شريكة لها في تربية إخوتي، وجعلتني مسئولة عن مصروف

البيت وتعاونت معها بالتدرج على مدار سنوات طوال، كنت لها خير مساعد،

وكانت لي أفضل صديق... وهذه نصيحة لكل أم تُبتلى بفقد زوجها، إياك أن

تتحملي مسئولية أبنائك وحدك اجعلي أكبر أبنائك شريكا لك في هذه المهمة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق