الأحد، 5 فبراير 2023

ايمانيات 96

 ايمانيات 96


الصالح يستشعر بالإشفاق طوال حياته , فهو يشفق على نفسه من الهوى ويشفق على عمله من الضياع , ويشفق على علمه من التفريط

والمؤمن إذا استشعر الإشفاق عظم إليه ذنبه , وحببت إليه طاعته , واستفاد من كل دقيقة في عمره , وحرص على الإخلاص في كل عمله , قال تعالى : " وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السّموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم " .

والصالح مخبت بين يدي ربه , متواضع ساكن , قد غلبت عصمته شهوته وغلبت نيته غفلته , وغلبت محبته لربه وحشته , فقهر شهوته باعتصامه بالله , وأيقظ نفسه بنيته الصالحة , وأنس بربه , وأكثر من ذكره , فلم يستوحش من قلة السائرين من حوله .

وهو مازال لائما لنفسه يهذبها وينقيها , ويروضها ويمد قلبه بمدد التوحيد الخالص فإذا ذكر الله اضطرب قلبه خوفا ورجاء , وإذا أصابه من أمر الدنيا شيء يضره رضي وصبر وحمد واسترجع , قال تعالى : " وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون".

وهو في كل ذلك متبتل لربه مجتهد في العبادة يجعل نفسه وقفا لله , حتى إن عمل أعمال الدنيا فهو يعملها بنية صالحة لله سبحانه وتعالى, فقطع رغبة النفس في المدح , ورغبتها في الشهرة , ورغبتها في الإمارة والرئاسة , ورغبتها في العلو في الأرض .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق