الحلقة السابعة والعشرون
الحقيقة أن التوكل له مرتبتان: توكل عام لا ينفك المؤمن عنه،
بحيث يكون قلبه معلقاً بالله بشكل مستمر بمقتضى توحيد الله وألوهيته
كما قال الله تعالى:
{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
فهذا التوكل معيار الإيمان.
وثمة مرتبةٌ أخرى: وهي التوكل في الأمر الخاص المعين،
وهذا يكون بعد العزم عليه مباشرة، كما قال الله سبحانه:
{ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ }
حسناً! هذا التوكل الذي أبدأ القرآن فيه وأعاد، وكرره في مواضع كثيرة،
وسياقات متنوعة، ما هو بالضبط ؟ ما معنى التوكل ؟
والإشكال بصياغة أخرى؛ الكثير يتساءل: كيف أكون متوكلاً ؟
كيف أحقق هذا المقام الإيماني العظيم الذي يحبه الله،
ويعرضه لنا في القرآن بكثرة، ويرغبنا فيه ؟
لأهل العلم في علم السلوك ومقامات الإيمان تعريفات كثيرة للتوكل،
بعضها فيه تعريف للتوكل في حقيقته الكلية،
وبعضها فيه إضاءة لبعض جوانب التوكل، ويبدو أنها بحسب حال السائل،
ولكن بعيداً عن الإسهاب في استعراض تعريفات التوكل
يمكن القول بكل اختصار: إن التوكل هو
اشتغال الجوارح بالأسباب، واشتغال القلب بالله
للتأملات بقية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق