كانوا أربعة آلاف خرجوا فرارا من الطاعون, وقالوا
نأتي أرضا ليس بها
موت حتى إذا كانوا بموضع كذا وكذا قال الله لهم(
موتوا ) فماتوا فمر
عليهم نبي من الأنبياء فدعا ربه أن يحييهم فأحياهم ,
وقد ذكر السلف
أن
هؤلاء القوم كانوا أهل بلدة في زمان بني إسرائيل استوخموا أرضهم
وأصابهم بها وباء شديد فخرجوا فرارا من الموت هاربين
إلى البرية
فنزلوا واديا أفيح فملأوا مابين عدوتيه فأرسل الله
إليهم ملكين أحدهما
من
أسفل الوادي والآخر من أعلاه فصاحا بهم صيحة واحدة فماتوا
عن آخرهم موته رجل واحد فحيزوا إلى حظائر وبني عليهم
جدران وفنوا
وتمزقوا وتفرقوا
فلما
كان بعد دهر مر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له حزقيل
فسأل الله أن يحييهم على يديه فأجابه إلى ذلك وأمره
أن يقول أيتها
العظام البالية إن الله يأمرك أن تجتمعي فاجتمع عظام
كل جسد بعضها
إلى
بعض ثم أمره فنادى أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحما
وعصبا وجلدا فكان ذلك وهو يشاهده ثم أمره فنادى أيتها
الأرواح إن
الله
يأمرك أن ترجع كل روح إلى الجسد الذي كانت تعمره فقاموا أحياء
ينظرون قد أحياهم الله بعد رقدتهم الطويلة وهم يقولون
سبحانك
لا إله
إلا أنت وكان في إحيائهم عبرة ودليل قاطع على وقوع المعاد
الجسماني يوم القيامة , وفي هذه القصة عبرة ودليل على
أنه لن يغني
حذر من قدر وأنه لا ملجأ من الله إلا إليه فان هؤلاء
خرجوا فرارا من
الوباء طلبا لطول الحياة فعوملوا بنقيض قصدهم وجاءهم
الموت سريعا
في آن واحد .
تفسير
ابن كثير
قال تعالى :
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن
دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ
الْمَوْتِ
فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ
مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى
النَّاسِ
وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ{243}
البقرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق