فوائد من كتاب سير السلف (5)
للأصبهاني الجزء الٱول
قال بكر رحمه الله :
إنكم تكثرون من الذنوب فاستكثروا من الاستغفار ، فإن الرجل إذا
وجد في صحيفته بين سطرين استغفارا سره مكان ذلك .
قال بديل رحمه الله :
الصيام معقل العابدين . و قال : من أراد بعلمه وجه الله أقبل الله عليه
بوجهه و أقبل بقلوب العباد عليه ، و من عمل لغير الله صرف الله
عنه وجهه و صرف بقلوب العباد عنه .
قال أبو الصديق الناجي رحمه الله :
خرج سليمان بن داود عليه السلام يستسقي فمر بنملة مستلقية على
ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء , و هي تقول : اللهم إنا خلق من
خلقك ليس بنا غنى عن سقياك ورزقك ، فإما أن تسقينا و ترزقنا ،
وإما أن تهلكنا ، فقال سليمان : ارجعوا، فقد سقيتم بدعوة غيركم .
قال الأوزاعي رحمه الله :
كان بلال بن سعد من العبادة على شيء لم يسمع بأحد قوي عليه ، كان
له في كل يوم وليلة اغتسال و قال : ما أتى عليه زوال قط إلا و هو فيه
قائم يصلي .
عن عثمان بن مسلم رحمه الله، أنه سمع بلال بن سعد يقول :
رب مسرور مغبون ، و رب مغبون لا يشعر ،
فالويل لمن له الويل و لا يشعر ، يأكل ،
و يشرب ، و يضحك و قد حق عليه في قضاء الله أنه من أهل النار ،
فيا ويل لك روحا ، و يا ويل لك جسدا ، فلتبك و لتبك عليك البواكي طول الأبد .
عن الضحاك بن عبد الرحمن رحمه الله , سمعت بلال بن سعد , يقول :
عباد الرحمن اعلموا أنكم تعملون في أيام قصار لأيام طوال وفي دار
زوال لدار إقامة ، وفي دار تعب وحزن لدار نعيم و خلد و من لم يعمل
على اليقين فلا يتعن .
عن بلال بن سعد رحمه الله , كان يقول : عباد الرحمن يقال لأحدنا :
تحب تموت ؟ فيقول : لا ، فيقال له : لم ؟ فيقول : حتى أعمل ،
فيقال له : اعمل ، فيقول : سوف ، فلا يحب أن يموت و لا يحب أن يعمل ،
و أحب شيء إليه أن يؤخر عمل الله ، و لا يحب أن يؤخر عنه حرص دنياه .
عن بلال بن سعد رحمه الله , كان يقول : عباد الرحمن أما ما وكلكم الله
به فتضيعون ، و أما ما تكفل الله لكم به فتطلبون ، ما هكذا نعت الله
عباده المؤمنين ذوي عقول في طلب الدنيا ، وبله عما خلقتم له ،
فكما ترجون رحمة الله بما تؤدون من طاعته ، فكذلك أشفقوا من عقاب
الله بما تنتهكون من معاصيه .
عن بلال بن سعد رحمه الله , كان يقول : عباد الرحمن، أربع خصال
جاريات عليكم من الرحمن عز وجل مع ظلمكم أنفسكم وخطاياكم: أما
رزقه فدار عليكم، وأما رحمته فغير محجوبة عنكم، وأما ستره
فسابغ عليكم، وأما عقابكم فلم يعجل لكم، ثم أنتم على ذلك تجترئون
على إلاهكم، أنتم اليوم تكلمون والله ساكت، ويوشك الله أن يتكلم وتسكتون، ثم يثور
من أعمالكم دخان تسود منه الوجوه:
{ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُم
ْ لا يُظْلَمُونَ }
[البقرة: 281]
قال جعفر بن سليمان رحمه الله سمعت ثابتا رحمه الله : ما تركت في
مسجد الجامع سارية إلا و قد ختمت القرآن عندها، وبكيت عندها.
قال ثابت البناني رحمه الله : الصلاة خدمة الله في الأرض، لو علم الله
شيئا أفضل من الصلاة ما قال:
{ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ }
[آل عمران: 39] .
وقال : كابدت الصلاة عشرين سنة، و تنعمت بها عشرين سنة ،
و قال أنس ، رضي الله عنه : إن للخير مفاتيح ، وإن ثابتا مفتاح
من مفاتيح الخير .
قال ثابت البناني رحمه الله : اللهم إن أذنت لأحد أن يصلي في قبره
فأذن لثابت أن يصلي في قبره . قال جسر أنا والله الذي لا إله إلا هو
أدخلت ثابتا البناني لحده ومعي حميد الطويل ، فلما سوينا عليه
اللبن سقطت لبنة ، فإذا أنا به يصلي في قبره ، فقلت لحميد : ألا ترى؟
قال : اسكت ، فلما فرغنا أتينا ابنته، فقلنا: ما كان عمل ثابت ؟
قالت : وما رأيتم ؟ فأخبرناها ، فقالت: كان يقوم الليل خمسين سنة،
فإذا كان السحر قال في دعائه : اللهم إن كنت أعطيت أحدا من خلقك
الصلاة في قبره فأعطنيها ، فما كان الله ليرد ذلك الدعاء .
من كلام ثابت البناني رحمه الله ، قال :
لا يسمى عابد عابدا و إن كان فيه كل خصلة خيرة حتى تكون فيه
هاتان الخصلتان : الصوم , و الصلاة ، لأنهما من لحمه و دمه .
قال حرمي رحمه الله : استعان رجل بثابت البناني على القاضي في
حاجة فجعل لا يمر بمسجد إلا نزل فصلى حتى انتهى إلى القاضي ،
فكلمه في حاجة الرجل ، فقضاها ، فأقبل ثابت على الرجل ، فقال :
لعله شق عليك ما رأيت ؟ قال : نعم ،
قال : ما صليت صلاة إلا طلبت إلى الله تعالى في حاجتك .
قال محمد بن ثابت البناني رحمه الله :
ذهبت ألقن أبي و هو في الموت لا إله إلا الله ، فقال: يا بني دعني
فإني في وردي السادس أو قال السابع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق