الطواف بالقبور عن جهل
السؤال
نشاهد في بعض البلاد الإسلامية أن هناك أناسًا يطوفون بالقبور عن جهل..
فما حكم هؤلاء، وهل يطلق على الواحد منهم مشرك؟
الإجابة
ج: حكم من دعا الأصنام واستغاث بها ونحو ذلك بحمد الله ظاهر وهو الكفر
الأكبر إلا أن يدعي أنه طاف بالقبور بقصد عبادة الله، كما يطوف بالكعبة
يظن أنه يجوز الطواف بالقبور ولم يقصد التقرب بذلك لأصحابها وإنما قصد
التقرب إلى الله وحده، فهذا يعتبر مبتدعًا لا كافرا؛ لأن الطواف بالقبور بدعة
منكرة، كالصلاة عندها، وكل ذلك من وسائل الكفر، ولكن الغالب على عباد
القبور هو التقرب إلى أهلها بالطواف بها، كما يتقربون إليهم بالذبح لهم
والنذر لهم، وكل ذلك شرك أكبر، من مات عليه مات كافرا لا يغسل
ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، وأمره إلى الله عز وجل
في الآخرة إن كان ممن لم تبلغه الدعوة فله حكم أهل الفترة، ويدل على ذلك:
ما جرى لأم النبي ﷺ فإنها ما كانت أدركت النبوة وكانت على دين قومها،
واستأذن النبي ﷺ ربه أن يستغفر لها، فلم يؤذن له أن يستغفر لها؛ لأنها
كانت على دين الجاهلية، وهكذا أبوه قال عنه ﷺ لما سأله سائل عن أبيه:
( إن أبي وأباك في النار )
وأبوه ﷺ مات في الجاهلية على دين قومه فصار
حكمه حكم الكفار، لكن من لم تبلغه الدعوة في الدنيا، ومات على جهل بالحق
يمتحن يوم القيامة في أصح أقوال أهل العلم فإن نجح دخل الجنة،
وإن عصى دخل النار.
وهكذا جميع أهل الفترات الذين لم تبلغهم الدعوة، كما قال تعالى:
{ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا }
[الإسراء:15].
أما من بلغه القرآن أو بعثة الرسول ﷺ فلم يستجب فقد قامت عليه
الحجة، كما قال الله:
{ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}
[الأنعام:19] يعني: أن من بلغه القرآن فقد أنذر.
وقال تعالى:
{ هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ }
[إبراهيم:52]
فمن بلغه القرآن وبلغه الإسلام، ثم لم يدخل فيه فله حكم الكفرة، وقد صح
عن النبي ﷺ أنه قال: والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة
يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل
النار خرجه مسلم في الصحيح. فجعل سماعه ببعثة النبي ﷺ حجة عليه.
والحاصل: أن من أظهر الكفر في ديار الإسلام حكمه حكم الكفرة، أما كونه
يوم القيامة ينجو أو لا ينجو فهذا إلى الله سبحانه وتعالى، إن كان ممن لم
تبلغه الدعوة ولم يسمع ببعثة الرسول ﷺ فإنه يمتحن يوم القيامة ويرسل
إليه عنق من النار كما جاء في حديث الأسود بن سريع فيقال له: ادخل،
فإن دخلها كان عليه بردًا وسلامًا، وإن أبى التف عليه العنق
وصار إلى النار نسأل الله السلامة.
فالخلاصة: أن من لم تبلغه الدعوة كالذين في أطراف الدنيا أو في أوقات
الفترات، أو كان بلغته وهو مجنون ذاهب العقل، أو هرم لا يعقل فهؤلاء
وأشباههم مثل أولاد المشركين الذين ماتوا وهم صغار، فإن أولاد المشركين
الذين لم يبلغوا الحلم كلهم أمرهم إلى الله، فالله يعلم بما كانوا عاملين،
كما أجاب بذلك النبي ﷺ لمن سأله عنهم، ويظهر علمه فيهم سبحانه
يوم القيامة بالامتحان، فمن نجح منهم دخل الجنة، ومن لم ينجح دخل النار،
ولا حول ولا قوة إلا بالله
المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز
السؤال
نشاهد في بعض البلاد الإسلامية أن هناك أناسًا يطوفون بالقبور عن جهل..
فما حكم هؤلاء، وهل يطلق على الواحد منهم مشرك؟
الإجابة
ج: حكم من دعا الأصنام واستغاث بها ونحو ذلك بحمد الله ظاهر وهو الكفر
الأكبر إلا أن يدعي أنه طاف بالقبور بقصد عبادة الله، كما يطوف بالكعبة
يظن أنه يجوز الطواف بالقبور ولم يقصد التقرب بذلك لأصحابها وإنما قصد
التقرب إلى الله وحده، فهذا يعتبر مبتدعًا لا كافرا؛ لأن الطواف بالقبور بدعة
منكرة، كالصلاة عندها، وكل ذلك من وسائل الكفر، ولكن الغالب على عباد
القبور هو التقرب إلى أهلها بالطواف بها، كما يتقربون إليهم بالذبح لهم
والنذر لهم، وكل ذلك شرك أكبر، من مات عليه مات كافرا لا يغسل
ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، وأمره إلى الله عز وجل
في الآخرة إن كان ممن لم تبلغه الدعوة فله حكم أهل الفترة، ويدل على ذلك:
ما جرى لأم النبي ﷺ فإنها ما كانت أدركت النبوة وكانت على دين قومها،
واستأذن النبي ﷺ ربه أن يستغفر لها، فلم يؤذن له أن يستغفر لها؛ لأنها
كانت على دين الجاهلية، وهكذا أبوه قال عنه ﷺ لما سأله سائل عن أبيه:
( إن أبي وأباك في النار )
وأبوه ﷺ مات في الجاهلية على دين قومه فصار
حكمه حكم الكفار، لكن من لم تبلغه الدعوة في الدنيا، ومات على جهل بالحق
يمتحن يوم القيامة في أصح أقوال أهل العلم فإن نجح دخل الجنة،
وإن عصى دخل النار.
وهكذا جميع أهل الفترات الذين لم تبلغهم الدعوة، كما قال تعالى:
{ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا }
[الإسراء:15].
أما من بلغه القرآن أو بعثة الرسول ﷺ فلم يستجب فقد قامت عليه
الحجة، كما قال الله:
{ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}
[الأنعام:19] يعني: أن من بلغه القرآن فقد أنذر.
وقال تعالى:
{ هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ }
[إبراهيم:52]
فمن بلغه القرآن وبلغه الإسلام، ثم لم يدخل فيه فله حكم الكفرة، وقد صح
عن النبي ﷺ أنه قال: والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة
يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل
النار خرجه مسلم في الصحيح. فجعل سماعه ببعثة النبي ﷺ حجة عليه.
والحاصل: أن من أظهر الكفر في ديار الإسلام حكمه حكم الكفرة، أما كونه
يوم القيامة ينجو أو لا ينجو فهذا إلى الله سبحانه وتعالى، إن كان ممن لم
تبلغه الدعوة ولم يسمع ببعثة الرسول ﷺ فإنه يمتحن يوم القيامة ويرسل
إليه عنق من النار كما جاء في حديث الأسود بن سريع فيقال له: ادخل،
فإن دخلها كان عليه بردًا وسلامًا، وإن أبى التف عليه العنق
وصار إلى النار نسأل الله السلامة.
فالخلاصة: أن من لم تبلغه الدعوة كالذين في أطراف الدنيا أو في أوقات
الفترات، أو كان بلغته وهو مجنون ذاهب العقل، أو هرم لا يعقل فهؤلاء
وأشباههم مثل أولاد المشركين الذين ماتوا وهم صغار، فإن أولاد المشركين
الذين لم يبلغوا الحلم كلهم أمرهم إلى الله، فالله يعلم بما كانوا عاملين،
كما أجاب بذلك النبي ﷺ لمن سأله عنهم، ويظهر علمه فيهم سبحانه
يوم القيامة بالامتحان، فمن نجح منهم دخل الجنة، ومن لم ينجح دخل النار،
ولا حول ولا قوة إلا بالله
المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق