بنى نور
الدين زنكي القائد المجاهد صاحب المناقب الجميلة والأخلاق النبيلة سنة 1174م قصراً
جميلاً في متنزه غرب دمشق سماه ( قصر الفقراء ) وقفه عليهم من أجل أن يستجموا فيه
و يستريحوا و يتنزهوا حينما يريدون , لئلا ينكسر خاطرهم عندما يرون الأغنياء في
نزهاتهم و هم غير قادرين على فعل مثلهم , و لئلا تشتعل الأحقاد في القلوب بين
طبقات المجتمع !
قوميَ استولوا على الدهر فتىً .. ومشوا فوقَ رؤوسِ الحِقَبِ
عمَّموا بالشمسِ هاماتهمُ .. وبنوا أبياتهم بالشُهُبِ
كما فكّرَ نور الدين زنكي بالحيوانات المُسنَّنة
والمريضة التي لم تعد تصلح للخدمة ، وقد كان أكثر هذه الحيوانات قد اشتركت مع جيوش
المسلمين في الدفاع والذود عن ديار المسلمين في وجه الصليبيين ، فلم يجد شيئاً
يجازيها به ويشكر صنيعها الماضي إلّا أنْ قام بتخصيص أرض تقع غرب دمشق تكثر فيها
الحشائش ، ويمر بها نهر بردى ، تُوقَفُ هذه الأرض لحاجة تلك الحيوانات ، وأقام
عليها بياطرة يعتنون بها !
فكانت تقضي بقية عمرها بهدوء ، فلا يزعجها أحد
ولا تتشرد في الفلوات وفاءً منه لما مضى لها من فِعال ....
ذي المعالي فلْيَعْلُوَنْ مَن تعالى
.. هكذا هكذا وإلّا فلا لا
شرفٌ يَنْطِحُ النجومَ برَوْقَيْهِ ..
وعزٌ يُقَلْقِل ُ الأجبالا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق