السبت، 23 فبراير 2013

حكم المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام



الســــؤال :
سأل سائل و يقول :
ما حكم المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام ؟
و هل الحديث خاص في المسجد الحرام أم يشمل مكة و مساجدها ؟
و هل يأثم من مر بين يدي المصلي من غير قصد و ليس متعمدا ؟
أفيدونا جزاكم الله خير .
الإجــابــة :
أما المسجد الحرام الذي حول الكعبة
فالمعروف عند أهل العلم أنه لا حرج في المرور بين اليدين للحاجة ؛
لأنه في الغالب توجد الزحمة فيه ،
و مظنة عدم تيسر السترة و السلامة من المار ،
فالأمر فيه واسع ،
و هكذا عند الازدحامات في المسجد النبوي و غيرها من المساجد
إذا ازدحم الناس و تكاثر الناس و لم يتيسر للمسلم المرور
إلا بين أيدي المصلين ،
فالظاهر – و الله أعلم – أنه لا حرج في ذلك للضرورة و المشقة الكبيرة ،
 و ينبغي للمصلي أن يتحرى المكان الذي ليس فيه تعرض للمرور
بين يديه في لزوم السواري التي في المسجد
و أشباهها حتى يكون بعيدا عن المرور بين يديه .

أما مساجد مكة و أرضها فالظاهر أنها كغيرها ،
و لهذا لما صلى النبي صلى الله عليه و سلم في الأبطح
جعل أمامه عنزة ،
و صلى إلى عنزة عليه الصلاة و السلام ،
و هو في الأبطح بمكة لا في المسجد الحرام ،
فدل ذلك على أن المسجد الحرام مثل غيره في اتخاذ السترة
 – يعني بقية الحرم – لأن الحرم كله يسمى المسجد الحرام ،
لكن ما كان حول الكعبة فالأمر فيه أوسع و أسهل للزحمة غالبا ،
لما جاء في ذلك من الآثار عن بعض الصحابة
في عدم توقي مرور الناس ؛ لأنه موضع زحمة في الغالب ،
و مظنة عدم القدرة على السلامة من المار ؛
و لأن في السترة و رد الناس مشقة على الطائفين ،
و على غير الطائفين ،
فالأولى و الأقرب و الأرجح أنه لا حرج في ذلك إن شاء الله ،
و لا لزوم للسترة ،
لكن في بقية مكة بقية الحرم و يسمى المسجد الحرام
ينبغي اتخاذ السترة و منع المار
كما اتخذها النبي صلى الله عليه و سلم في الأبطح عليه الصلاة و السلام .
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق