الخميس، 29 مايو 2014

ثانيًا: أقسام الغيرة من حيث كونها محمودة أو مذمومة

قال ابن القيم :
 
 [ وغيرة العبد على محبوبه نوعان:
1- غيرة ممدوحة يحبها الله.
2- وغيرة مذمومة يكرهها الله.
فالتي يحبها الله: أن يغار عند قيام الريبة.
والتي يكرهها: أن يغار من غير ريبة، بل من مجرد سوء الظن،
وهذه الغَيْرة تفسد المحبة، وتوقع العداوة بين المحب ومحبوبه.
 وفي المسند وغيره عنه قال:
 
( الغَيْرة غيرتان: فغيرة يحبها الله، وأخرى يكرهها الله،
 قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الغَيْرة التي يحب الله؟
 قال: أن تؤتى معاصيه، أو تنتهك محارمه،
قلنا: فما الغَيْرة التي يكره الله؟ قال: غيرة أحدكم في غير كنهه )
 
وكما يجب على الرجل أن يغار على زوجته وعرضه؛
فإنه يطلب منه الاعتدال في الغَيْرة، فلا يبالغ فيها حتى يسيء الظن بزوجته،
 ولا يسرف في تقصي حركاتها وسكناتها؛ لئلا ينقلب البيت نارًا،
وإنما يصح ذلك إن بدت أسباب حقيقية تستدعي الريبة
 
 قال صلى الله عليه وسلم:
 
( إنَّ من الغَيْرة ما يحبُّ الله، ومنها ما يكره الله؛ فالغَيْرة التي يحبُّها
 الله الغَيْرة في الريبة، والغَيْرة التي يكرهها الله الغَيْرة في غير ريبة )
 
ويمكن إجمال أسباب الغَيْرة المذمومة في ضعف الإيمان،
 ووسوسة الشيطان، وما يعتري القلب من أمراض إلى غير ذلك.
ويترتب على هذه الغيرة المذمومة أمور منها: الوقوع في الغيبة
والتلبس بالسخرية، وترك بذل الخير للآخرين، السعي في الإضرار بالغير،
ومعاداة أقارب الزوج وهضم حقوقهم، والحسد، والحقد، والسحر، والتجسس،
والآلام النفسية، والأمراض البدنية، والاحتيال والكيد، والقتل،
وقد تصل الغيرة المذمومة بصاحبها إلى الكفر والعياذ بالله.
وتتلخص معالجة الغيرة المذمومة في تقوى الله تعالى،
ومطالعة الأجر العظيم للصابرين، وإحسان الظن، والقناعة،
والبعد عن مجالس السوء، وذكر الموت وتقوية الإيمان باليوم الآخر، والدعاء،
 
وفي الحديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
 لأمِّ سلمة لما ذكرت من غيرتها:
 
 ( وأدعو الله أن يذهب بالغَيْرة ) ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق