الأربعاء، 28 مايو 2014

أقسام الغَيْرة


أولًا : أقسام الغيرة من حيث كونها غيرة للمحبوب أو عليه

قسَّم ابن القيم الغَيْرة إلى نوعين:
غيرة للمحبوب، وغيرة عليه.
 
 1- فأما الغَيْرة له: فهي الحمية له، والغضب له، إذا استهين بحقه
 وانتقصت حرمته، وناله مكروه من عدوه؛ فيغضب له المحب ويحمى،
وتأخذه الغَيْرة له بالمبادرة إلى التغيير، ومحاربة من آذاه،
فهذه غيرة المحبين حقًّا، وهي من غيرة الرسل وأتباعهم لله ممن أشرك به،
 واستحلَّ محارمه، وعصى أمره، وهذه الغَيْرة هي التي تحمل
على بذل نفس المحب وماله وعرضه لمحبوبه؛ حتى يزول ما يكرهه،
 فهو يغار لمحبوبه أن تكون فيه صفة يكرهها محبوبه ويمقته عليها،
أو يفعل ما يبغضه عليه، ثم يغار له بعد ذلك أن يكون في غيره
صفة يكرهها ويبغضها، والدين كله في هذه الغَيْرة، بل هي الدين،
وما جاهد مؤمن نفسه وعدوه، ولا أمر بمعروف ولا نهى عن منكر
إلا بهذه الغَيْرة، ومتى خلت من القلب خلا من الدين؛
 فالمؤمن يغار لربه من نفسه ومن غيره إذا لم يكن له كما يحبُّ،
 والغَيْرة تصفي القلب، وتخرج خبثه كما يخرج الكير خبث الحديد.
 
2- وأما الغَيْرة على المحبوب فهي:
أنفة المحب وحميته أن يشاركه في محبوبه غيره. وهذه أيضًا نوعان:
غيرة المحب أن يشاركه غيره
في محبوبه، وغيرة المحبوب على محبه أن يحب معه غيره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق