كان الشيخ ابن باز رحمه الله حريصًا على ملاطفة
جُلَّاسه،
وإدخال السُّرور عليهم، وكان يداعبهم، ويمازحهم
مزاحًا لا إسراف فيه
ولا إسفاف، فمن ذلك:
جاءه .-ذات مرَّة- مُطَلِّق، فقال له: ما
اسمك؟
قال:
ذيب،
قال: ما اسم زوجتك؟
قال: ذيبة،
فقال رحمه الله -مداعبًا-: أسأل الله
العافية!
أنت
ذيب، وهي ذيبة، كيف يعيش بينكما
الأولاد
وهذا
الموقف حدث للشَّيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى،
حيث يقول راوي القصَّة:
[ صلى الشَّيخ في الحرم المكي،
وعند خروجه استقلَّ سيَّارة تاكسي،
وأراد التَّوجُّه إلى مِنى، وأثناء الطَّريق أراد
السَّائق أن يتعرَّف على الرَّاكب،
فقال من الشَّيخ؟
فأجابه الشَّيخ: محمد بن عثيمين.
فأجابه السَّائق: أنت الشَّيخ ابن عثيمين؟! ظنًّا منه
أنَّه يمزح معه-
فقال:
نعم .
فقال السَّائق -وهو يهزُّ رأسه متعجبًا من جرأته في
تقمُّص شخصية
الشَّيخ ابن عثيمين،
فقال الشَّيخ للسَّائق: ومن
الأخ؟
فأجاب
السَّائق: أنا الشَّيخ عبد العزيز بن باز.
وكان ذلك في حياة ابن باز مفتي عام
المملكة،
فأجابه
الشَّيخ: لكن ابن باز ضرير، ولا يمكن أن يسوق سيَّارة!
ولما تبيَّن للسَّائق أنَّه الشَّيخ ابن عثيمين،
اعتذر منه،
وكان في غاية الحرج. وهذا يدلُّنا على تواضع الشَّيخ،
ومداعبته لعامة النَّاس ]
-
ركب أحد طلبة العلم مع الشَّيخ الألباني رحمه الله في
سيَّارته،
وكان الشَّيخ يُسرع في السَّير. فقال له الطَّالب:
خفِّف يا شيخ!
فإنَّ
الشَّيخ ابن باز يرى أنَّ تجاوُز السُّرعة إلقاء بالنَّفس إلى
التَّهلكة.
فقال الشَّيخ الألباني رحمه الله: هذه فتوى من لم
يجرِّب فنَّ القيادة.
فقال الطَّالب: هل أُخْبِر الشَّيخ ابن باز؟
قال الألباني: أخبره.
فلمَّا
حدَّث الطَّالب الشَّيخ ابن باز رحمه الله بما قال الشَّيخ
الألباني، ضحك؛
وقال: قل له هذه فتوى من لم يجرِّب دفع الدِّيات
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق