الاثنين، 26 يناير 2015

مشكلة تأجيل الواجبات المدرسية

من المعروف أن العديد من الأطفال يتقاعسون عن أداء واجباتهم
المدرسية ، فيؤجِّلون كتابة تمارينهم وحفظ دروسهم بحجة إنجازها
فيما بعد ، إن هذا الأمر سيسبب الكثير من المشكلات للأطفال ، ويجعل
مستوى تحصيلهم الدراسي أقلّ بكثير من زملائهم المجدّين .
يقول الأختصاصيون في تربية الأطفال :
إن عادة التأجيل هذه يمكن التخلص منها باكتشاف السبب الحقيقي الكامن
وراء هذه العادة ، ثم وضع خطة مناسبة للتغلب عليها ، وهذا الأمر
سيعزز ثقة الطفل بنفسه وبمقدراته .
أسباب المشكلة :
هناك عِدّة أسباب شائعة تكمن وراء عادة التأجيل عند الأطفال ، وهي :
الأول : ضعف الحافز
فالطفل الذي يكون الحافز لديه ضعيفًا تجاه الدراسة ، يمكن التعرف عليه
بسهولة ، لأنه لا يهتم أبدًا بإنجاز مهمته ، ولا يقدِّر في الواقع الفوائد
والنتائج الإيجابية للواجبات المدرسية التي تنجز بشكل جيد ، وكل هذا
يكون في النهاية نتيجةً للإهمال واللامبالاة ، وعدم اكتراث الطفل بالتعلم
لأجل نفسه ، أو حتى ليكون فردًا جيدًا في نظر الآخرين .
الثاني : التمرد
فالطفل المتمرِّد يؤجِّل وظائفه ، أو يحاول التملُّص منها كنوع
من المقاومة لبعض الضغوطات التي يتعرض لها في منزله
وكطريقة لمعاقبة والديه .
الثالث : عدم التنظيم
فالطفل المهمل غير المنظم لا يجد دائمًا كل الأدوات التي يحتاجها لإنجاز
واجباته ، فقد يترك أحد كتبه ، أو دفتر الملاحظات لديه في المدرسة ،
ولذلك نجده دائمًا يبحث عن أشيائه الضائعة ، وهذا ما يسهم في تأخير
إنجازه لدروسه وتمارينه .
الرابع : كره المادَّة
بعض الأطفال يؤجِّلون ، أو حتى يتوقفون عن قراءة كتب أو قصص
يجدونها مملة ، وهكذا هو الحال بالنسبة للطفل الذي يكره مادة من المواد
الدراسية ، فيستمر في تأجيلها إلى أن يكتشف أنه لم يعد أمامه متسع
من الوقت .
حَلّ المشكلة :
قد لا تنطبق طريقة واحدة على كل الأطفال الذي يميلون إلى تأجيل المهام
والوظائف المترتبة عليهم ، ولكن مع ذلك ، هناك بعض الوسائل التي قد
تساعد الأهل في جعل طفلهم يتغلب على هذه العادة السيئة ، ونذكر منها :
أولًا : المراقبة
في البداية يجب أن يدرك الأهل ماهيَّة المشكلة التي يتعاملون معها ،
ويراقبوا طفلهم ليلاحظوا نوع التأجيل عنده ، ثم عليهم أن يفكروا بما
شاهدوه ، وأي سبب من الأسباب السابقة يمكن أن ينطبق عليه ،
فهل يمكن أن تكون خلافات في المنزل مثلًا ؟ .
ثانيًا : العطف والحنان
من الناجح أن يوفّر الأهل لطفلهم شيئًا من العطف والحنان ، وبدلًا من
توبيخه ، يمكن محاولة معرفة حاجته وميله إلى تأجيل واجباته ، أي يجب
التعاطف مع الأمور التي يعاني منها حتى لو كان هو من يسببها لنفسه .
ثالثًا : التواصل مع المدرسة
يجب معرفة وضع الطفل النفسي في مدرسته ، وطبيعة تصرفاته ، لأن
هذا يساعد الأهل على التعامل بسهولة أكبر معه ، وعلى الأهل أن يدركوا
أن توتر الطفل واكتئابه قد يؤديان إلى التأجيل ، وقد يكون تأجيل الواجبات
أيضًا نتيجةً لخلافات عائلية .
رابعًا : القدوة
ليس على الأهل أن ينتظروا طفلهم لكي يحل مشكلته بنفسه ، فإذا كان أحد
الأبوين يؤجل القيام ببعض الأمور فإن الطفل سيقلده بشكل تلقائي ، أي :
أن أسلوب الحياة المتَّبع في البيت هو الذي يؤثر في الطفل وتربيته
بالدرجة الأولى .
خامسًا : المشاركة
الطريقة التي تجعل الطفل يشارك بدلًا من أن تبدو وكأنها توجهه
هي الأفضل ، ففي لحظة سعيدة يمكن القول للطفل : ما الذي يمكننا
فعله لنساعدك على إنجاز واجباتك المدرسية في وقتها ؟ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق