السبت، 21 مارس 2015

مفهوم خاطئ في الاستخارة




مفهوم خاطئ في الاستخارة ...
ل تُصلى حالة التردد أم الهم بالفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيمإنّ من محاسن شريعتنا الغرّاء
( الشريعة الإسلامية ):
صلاة الاستخارة،
التي جعلها الله لعباده المؤمنين إلا أنّ كثيراً من الناس قد زهد فيها،
إمّا جهلاً بفضلها وأهميتها، وإمّا نتيجة لبعض المفاهيم الخاطئة التي
شاعت بين الناس ممّا لا دليل عليه من كتاب ولا سنّة،
وهذا ما أردت التنبيه إليه في هذه العجالة،
فمن هذه المفاهيم:
1. اعتقاد بعض الناس أنّ صلاة الاستخارة إنّما تُشرع
عند التردد بين أمرين، وهذا غير صحيح،
لقوله في الحديث:
( إذا همّ أحدكم بالأمر..).
ولم يقل ( إذا تردد )، والهمّ مرتبة تسبق العزم، كما قال الناظم
فإذا أراد المسلم أن يقوم بعمل، وليس أمامه سوى خيار واحد فقط
قد همّ بفعله،فليستخر الله على الفعل ثم ليقدم عليه، فإن كان قد همّ بتركه
فليستخر على الترك، مّا إن كان أمامه عدّة خيارات، فعليه أوّلاً ـ
بعد أن يستشير من يثق به من أهل العلم والاختصاص ـأن يحدّد خياراً
واحداً فقط من هذه الخيارات، فإذا همّ بفعله، دّم بين يدي ذلك الاستخارة.
2. اعتقاد بعض الناس أنّ الاستخارة لا تشرع إلا في أمور معيّنة،
كالزواج والسفر ونحو ذلك، و في الأمور الكبيرة ذات الشأن العظيم،
وهذا اعتقاد غير صحيح،
لقول الراوي في الحديث:
( ان يعلّمنا الاستخارة في الأمور كلّها )
ولم يقل: في بعض الأمور أو في الأمور الكبيرة، وهذا الاعتقاد جعل كثيراً
من الناس يزهدون في صلاة الاستخارةفي أمور قد يرونها صغيرة
أو حقيرة أو ليست ذات بال؛ ويكون لها أثر كبير في حياتهم.
3. اعتقاد بعض الناس أنّ صلاة الاستخارة لا بدّ لها من ركعتين
خاصّتين، هذا غير صحيح، لقوله في الحديث:
( فليركع ركعتين من غير الفريضة )
فقوله: "من غير الفريضة"عامّ فيشمل تحيّة المسجد والسنن الرواتب
وصلاة الضحى وسنّة الوضوء وغير ذلك من النوافل، فبالإمكان
جعل إحدى هذه النوافل ـ مع بقاء نيتها ـ للاستخارة،وهذه إحدى
صور تداخل العبادات، وذلك حين تكون إحدى العبادتين غير مقصودة
لذاتها كصلاة الاستخارة،فتجزيء عنها غيرها من النوافل المقصودة.
4. اعتقاد بعض الناس أنّه لا بد من انشراح الصدر للفعل بعد الاستخارة،
وهذا لا دليل عليه، لأنّ حقيقة الاستخارة تفويض الأمر لله،حتّى وإن كان
العبد كارهاً لهذا الأمر،
والله عز وجل يقول:
{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ
َعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ
وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }
(البقرة:216) .
وهذا الاعتقاد جعل كثيراً من الناس في حيرة وتردد حتى بعد الاستخارة،
وربّما كرّر الاستخارة مرّات فلا يزداد إلا حيرة وتردّداً، لا سيما إذا لم يكن
منشرح الصدر للفعل الذي استخار له،والاستخارة إنّما شرعت لإزالة
مثل هذا التردد والاضطراب والحيرة.
5. اعتقاد بعض الناس أنّه لا بدّ أن يرى رؤيا بعد الاستخارة تدله
على الصواب،وربّما توقّف عن الإقدام على العمل بعد الاستخارة انتظاراً
للرؤيا،وهذا الاعتقاد لا دليل عليه،بل الواجب على العبد بعد الاستخارة
أن يبادر إلى العمل مفوّضاً الأمر إلى الله كما سبق،فإن رأى رؤيا
صالحة تبيّن له الصواب، فذلك نور على نور، وإلا فلا ينبغي له
انتظار ذلك.
الشيخ: د . محمد بن عبدالعزيز المسند
المصدر : شبكة نور الإسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق