الثلاثاء، 17 مارس 2015

ابتسم ... إنها سنة


أعرفه منذ سنين فهو أحد زملائي في عملي على كل حال لكن هل تصدق
أنني إلى الآن لا أدري هل نبتت له أسنان أم لا دائم التجهم والعبوس
وكأنه إذا ابتسم نقص عمره أو قلَّ ماله !!
قال جرير بن عبد الله البجلي :
ما رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا تبسم في وجهي .
الابتسامة أنواع .. ومراتب
فمنها البشاشة الدائمة .. أن يكون وجهك صبوحًا مبتهجًا دائمًا
فلو كنت مدرسًا ودخلت الفصل على طلابك .. فألقهم بوجه بشوش
وإن ركبت طائرة .. ومشيت في الممر والناس ينظرون إليك .. كن بشوشًا
وان دخلت بقالة أو محطة وقود .. مددت له الحساب ابتسم ولو كنت
في المجلس... ودخل شخص وسلم بصوت عال .. ومر بنظره
على الجالسين .. ابتسم ولو دخلت على مجموعة .. وصافحتهم
ابتسم
الابتسامة لها من التأثير الكبير في :
امتصاص الغضب والشك والتردد .. ما لا يشاركها غيرها البطل هو الذي
يستطيع التغلب على عواطفه ..
نعم بعض الأمور نثور لها ونغضب .. وعلاجها شيء آخر تمامًا
وصدق رسول الله لما قال :
( ليس الشديد بالصرعة
إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
كان النبي الكريم .. يجذب الناس بالتبسم والبشاشة ..
خرجوا إلى غزوة خيبر وفي أثناء القتال وقع من حصن اليهود جراب فيه
شحم (قربة مملوءة سمنًا) حمله عبد الله بن مغفل على عاتقه فرحًا
ومضى به إلى رحله وأصحابه فلقيه الرجل المسئول عن جمع الغنائم
وترتيبها .. فجذب الجراب إليه وقال: هاتِ هذا نقسمه بين المسلمين
فتعلق به عبد الله: لا والله .. لا أعطيكه .. أنا أصبته قال : بلى .. وجعلا
يتجاذبا الجراب .. فمر بهما رسول الله فرآهما وهما يتجاذبان الجراب .
فتبسم ضاحكًا ثم قال لصاحب المغانم :
( لا أبا لك .. خل بينه وبينه )
فتركه فانطلق به عبد الله إلى رحله وأصحابه .. فأكلوه
قال لي : فلان سحرني بأخلاقه .. حتى تعلقت به نفسي .. قلت : لم ؟!
قال : دائمًا بشوش .. وما رآني إلا تبسم !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق