الثلاثاء، 16 يونيو 2015

مفاهيم تربوية خاطئة

عبدالله الدهيشي  
بسم الله الرحمن الرحيم
 
 يظن بعض الآباء والأمهات :
1- أن معرفة الولد بكون الخطأ خطأً كافٍ لعدم وقوعه فيه,
 وسبب للومه وعقابه إن وقع فيه !!
 
 أيها الأب الكريم:
إن معرفة ولدك بالخطأ أمر مهم , ولكنه أحوج إلى معرفة الطريقة
الصحيحة للتخلص منه وتلافي الوقوع فيه مرة أخرى , فالكثير من
الأطفال والمراهقين لا يعرف الطريقة المناسبة ليتخلص من السلوكيات
الخاطئة التي لا يزال يواجه التعنيف والعقاب بسببها , وليس السبب
الإصرار على الخطأ !
 
2- أن كونه والدًا - يجب البر به والإحسان إليه - كافٍ ليتفانى أولاده
 في أنواع البر والتنفيذ الفوري لجميع أوامره وإشاراته !!
 
 أيها الفاضل:
ساعد أولادك على البر بك وذلل العقبات في طريق ذلك ويسّر لهم السبيل
للوصول إليك ولا تحمّلهم ما لا يطيقونه , وتغافل عن تقصيرهم في حقك
واجتنب قدر المستطاع الأوامر المباشرة والإلزامات الصارمة , وأعطهم
فرصة ومتسعًا من الوقت , وكن محبوبًا ليقبلوا على برّك بانشراح .
 
3- أن كونه والداً كافٍ أيضًا ليكون محبوبًا من جميع أولاده , دون أن يقدّم
أي بواعث أخرى لتقوية أواصل المحبة وتعميقها !!
 
 أيها المحبوب:
ربما تفاجأ لو علمت بتدني مستوى محبتك في قلوبهم , بل ربما كان بعض
الآباء متصدرًا لقائمة البغضاء الثقلاء في صدور أولادهم ؟!
فاجتهد أيها المحبوب في بذل وسائل المحبة من الكلمة الطيبة
 والمعاملة الحسنة والابتسامة الصادقة .
 
4- أن كون قلبه مليئًا بالمحبة لأولاده – فطرةً - يكفي ليشعروا بما يمتلئ
به دون حاجة إلى إظهار ذلك في عباراته ونظراته ودعواته لهم وثنائه
عليهم وتعبيره بوضوح عن محبته لهم وشوقه إليهم وإعجابه بهم وفرحه
بلقائهم وأنسه بمجالستهم , ويكفي ليتعرفوا عمق محبتي لهم ما يرونه
من كدحي لأجلهم وتوفير احتياجاتهم .. الخ
 
 أيها المحب:
قد يظن الكثير من الأولاد أن والديهم يبغضونهم ؟! لما يرونه من جفوة
وشدة وقسوة في المعاملة - باعثها الخوف على الأولاد - , والكثير منهم
لا يرى ما يقدمه لهم الآباء مطلقًا بل لا يرون إلا ما يحرمونهم منه
والسبب - في نظرهم - بغض الأباء لهم ؟! لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم –
 يعبر عن محبته لمن هم حوله صراحة كزوجته وأولاده (الحسن والحسين)
والأنصار وكثير من أصحابه بأعيانهم
وقد قيل : والود يسكن في الحشا لكن يُحسّ من اليد
وقال آخر: والنفس تعرف من عيني محدثها ... إن كان من حزبها
أو من أعاديها
 
5- أن كل ما يعرفه ينبغي أن يكون ضمن الدائرة المعرفية لأولاده تلقائيًا ,
وكم يتملكه الضجر حين يبدي بعض أولاده جهله بما يقول ؟!
 
 أيها المعلم الذكي:
ربما خجل أولادنا فصمتوا .. ونحن نظنهم قد فهموا !! فاقترب منهم
وعلّمهم حتى (البديهيات) في حسابك فربما كانت (معلومات جديدة) لدى
أكثرهم , ولأن تعلّمهم ما يعلمون خير من أن تتركهم في عماية الجهل
ظنًا منك أنهم عالمون !!
 
6- أن ولدي يجب أن يكون نسخة مني , أو أن يكون كما رسمت له
وأردت أن يكون !! أو أن ينفذ كل اقتراحاتي وتوجيهاتي , فهو ولدي
الصغير – حتى وإن شابت لحيته - !!
 
 أيها اللبيب:
 لا تحطّم ولدك بيدك , واصنع منه رجلًا – ولو كان طفلًا صغيرًا -
واحرص على كلمات التشجيع ورفع المعنويات , وشاوره في أموره واجعل له
الخيار وانزل عند رغبته فيما لا يضره , وأوكل إليه العديد من المهمات ,
واطلب منه التفكير في ما يهمه وعلّمه كيف يصنع قراراته .
 
7- أن ولده مِلْكٌ له !! فالمجال أمامه مفتوح ليقول ما يشاء من عبارات
جارحة وإهانات مدمرة وهمزٍ ولمزٍ ونبزٍ بالألقاب , ويطلق ليده العنان
في جسد ولده ضرباً ودفعاً .. وليسخّره لخدمته ليل نهار .. كل ذلك لسبب
واحد : أنه والده ؟! وكل أخطائه في حق ولده مغتفرة لأن الباعث
 لها مصلحته ؟!
 
 أيها المربي الناجح:
 تذكر : وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع الحسام
المهند إن الكلمات الجارحة والمواقف السيئة والتصرفات العبثية –
الصادرة من الوالدين أو الأقربين – لها آثار مدمرة في حياة الولد ,
 وقلّما يمحوها طول السنين !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق