الأحد، 13 سبتمبر 2015

السخاء

عن أبي أمامة صُدي بن عجلان رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
 
( يا ابن آدم إن تَبذِل الفَضلَ خير لَكَ ، وإن تُمسِكهُ شَرّ لَكَ ،
 ولا تُلامُ على كَفاف ، وابدأ بِمَن تَعولُ ،
 واليَدُ العُليا خير مِنَ اليَدِ السُفلى )
 (رواه مسلم)
 
 السخاء من أفضل الصفات
. والسخي قريب من الله لامتثاله لما يحبه الله ، وقريب من الناس لبذله
أمواله لهم ، والبخيل قريب من النار لمنعه ما يأمره الله به. فإذا دفع البخل
الرجل إلى منع الزكاة المفروضة دخل النار بذلك.
 
لقي رجل من أهل منبج رجلا من أهل المدينة فقال له ممن الرجل؟ قال من
أهل المدينة ، فقال لقد أتانا منكم رجل يقال له الحكم بن المطلب فأغنانا ،
فقال المدني فكيف وما أتاكم إلاّ بجبة صوف؟ فقال ما أغنانا بماله ولكنه
علّمنا الكرم فعاد بعضنا على بعض حتى استغنينا . ومرض قيس بن سعد
بن عبادة(36) ، فاستبطأ إخوانه فسأل عنهم ، فقيل يستحيون مما لك
عليهم من دين ، فقال أخزى الله تعالى مالاً يمنع الإخوان من الزيارة ،
ثم أمر من ينادي من كان لقيس عليه دين فهو منه في حل ، فكسرت عتبة
داره بالعشي لكثرة من عاده. وسألت إمرأة الليث بن سعد سكرجة عسل ،
فأمر لها بزق من عسل ، فقيل له في ذلك!! فقال إنها سألت على قدر
 حاجتها ونحن نعطيها على قدر نعمنا.
 
يقرر هذا الحديث نفي اللّوم عن المرء الذي يبذل ماله بحيث كلما رزقه الله
شيئا بذله فتكون عيشته كفافا ، فإن أفضل الصدقة أن ينفق المرء وهو
في عيشة متوسطة يخشى الفقر ويرجو الغنى ، وأول الناس الذين عليه
أن يبدأ بهم هم أهل بيته الذين عليه إعالتهم شرعا . أما أخذ الصدقات لمن
هو ليس بحاجة إليها فمذموم لأن اليد التي تدفع الصدقة خير من التي
تأخذها . وعلى من يدفع أن يشعر بالمنة لمن أخذ منه لأنه لولا وجود
ذلك المحتاج وأمثاله لما إستطاع أن ينفذ واجبا فرضه الله عليه
 ألا وهو الزكاة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق