السبت، 17 أكتوبر 2015

الحذر من الحسد

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
 
( الحَسَد يأكُلُ الحَسَنات كَما تأكُلُ النّارُ الحَطَب )
 (أخرجه أبو داود وإبن ماجه)
 
 والمؤمن ينظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيحمد الله تعالى ويمد يد
العون إلى غيره ، وهو ينظر في أمور الآخرة إلى من هو فوقه فيتسابق
إلى عمل الخير:
 
{ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ }
 
والحاسد لا يرضى بقدر الله وقضاءه وقسمته لنعمه بين عباده. قال تعالى:
 
{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ }
 
قيل إن ما بطن هو الحسد.
 
 قال الحسن البصري:
 يا بن آدم لم تحسد أخاك؟ فإن كان الذي أعطاه كرامة عليه فلم تحسد
من أكرمه الله؟ وإن كان غير ذلك فلم تحسد من مصيره إلى النار؟
 
والحاسد عدو لنعم الله تعالى:
 
 { أم يَحسُدونَ النّاسَ على ما آتاهُم اللّهُ من فَضله }
 
وقال عون بن عبد الله
 يعِظُ الفضل بن المهلب وهو يومئذ والي واسط:
 إياك والحسد فإنما قتل ابن آدم أخاه حين حسده
 
{ واتلُ عليهم نَبأ ابني آدم بالحق إذ قَرَّبا قُربانا فَتُقُبّلَ من أحَدهما
ولَم يُتَقَبَّل منَ الآخَر قالَ لأقتُلَنَّكَ قال إنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ منَ المُتَّقينَ }
 
 والحسد ظلم لأنه تمني زوال نعمة من الله على الغير وهو مكر سيئ ،
 
{ ولا يَحيقُ المَكرُ السيئُ إلاّ بأهله }
 
فلله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله كمدا وحسرة. والحسد محرَّم
 إلاّ في موضعين: هما أن يرى المرء رجلا أوتي علما فهو يعمل به
ويعلّمه الناس ، أو رجلا أوتي مالا فهو ينفقه في سبيل الله فهو يتمنى
أن يكون مثلهما ، أو مثل أحدهما لا أن يتمنى زوال النعمة عنهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق