السبت، 10 أكتوبر 2015

عدم التكلف

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
 
( نُهينا عن التَكلُّف )
  (رواه البخاري)
 
  والتكلف شكل من أشكال:
 الرياء ، فهو تصنُّع الفعل في غير موضعه ابتغاء مديح أو سمعة
 أو إتصاف المرء بما ليس من صفاته حقيقة
 
. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
من علم شيئا فليقم به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم ، فإن من العلم أن يقول
 الرجل لما لا يعلم الله أعلم ،
قال اللّه تعالى
 
{ قُل ما أسألُكُم عَليه من أجر وما أنا منَ المُتَكَلّفينَ }
 
 . ويتكلف كثير من الناس تصرفات مختلفة بحيث شاع بينهم كذب الأفعال
وهو ما يدعى اليوم بالتقاليد الاجتماعية ، فترى المرء يعيش في ضنك
وينفق الكثير إبتغاء سمعة أو دفعا لقول سوء قد يلحقه في مناسبة فرح
 أو عزاء ، وترى الناس يتركون فعلا يريدونه متصنعين الأعذار جاعلين
حياتهم عبأ ثقيلا ، حتى أن الأرحام لتقطع تكلفا . أما المؤمن فيصنع الفعل
 ببساطة ودون إخفاء شيء وإظهار آخر ، ولا يتكلف أن يفعل فعلا ليس
بنيته فعله. وقد يقود التكلف إلى ارتكاب المعاصي: كالدَّيْنِ ثم المماطلة فيه
وعدم وفائه ، أو الاكتساب من الحرام . كما قد يقود إلى الكذب والبحث
عن الحجج الواهية لتبرير فعل معين . إن التكلف هو في حقيقته النظر إلى
الأمور بعين السطحية ، أي في مظاهرها دون جوهرها
 
 والتكلف هو
مقدمة إلى النفاق ، حين يظهر المرء ما لا يبطن. كما أن أحد أسباب
التكلف هو الكبر ، حيث يخشى المرء مثلا أن يقول عن أمر لا يعرفه:
 لا أعلم ، فيتكلم فيه بغير علم . إن قول الشعر لمن لم يؤت القابلية
اللازمة له تكلف ، و التظاهر بزي الأغنياء للفقراء من التكلف... وهكذا.
ويحب هذا الدين أن يتصرف المرء على سجيته دون اصطناع للتصرف
فليس التكلف من فعل المؤمن المستقيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق